ذكرت صحيفة ال"نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بينما يتصارع الرئيس "أوباما" على كيفية الرد على التقييمات الجديدة والتي تدعي أن "النظام السوري قد استخدم أسلحة كيميائية" يقف قادة "إسرائيل" يراقبون عن كثب الوضع والأدلة حول كيفية تعامل الرئيس الأمريكي مع القضية النووية الإيرانية في المستقبل". وأضافت أنه في حالة "سوريا" فقد قال السيد "أوباما" أن استخدام "الأسد" للأسلحة الكيميائية من شأنه أن يغير حساباته، ولكنه لم يقل كيف، على الرغم من تحريض "إسرائيل" للرئيس الأمريكي حتى يتخذ الإجراءات اللازمة. وقال مسئولون أمريكيون يوم الثلاثاء: "يبدو أن الحكومة السورية قد استخدمت غاز "السارين"، واعترف المسئولون أيضا بأن أي من الخيارات العسكرية للولايات المتحدة تجاه سوريا لن تكون جيدة". وأضاف المسئولون: "إذا كنت تنوي قصف المواقع فسوف تتسبب في كارثة هي نفسها التي تحاول منعها، وإذا كانت الولاياتالمتحدة ذاهبة إلى سوريا لحماية الأسلحة فإنها ستتعثر وسط الحرب الأهلية، ولن يكون من السهل الخروج من هذا المأزق". وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الإسرائيليين يراقبون كيف سيتعامل الرئيس "أوباما" مع الموقف السوري خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسيشكل ذلك مقياسا لما سيفعله بشأن مواجهات أكبر في المنطقة، والمقصود بها "إيران". ونقلت الصحيفة عن "زئيف الكين" نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، الجمعة في مقابلة إذاعية "سوف نرى الخطوط الحمراء التي سيضعها المجتمع الدولي وحال وضعها كيف سنتمسك بها، وسوف يرى الإيرانيون ما إذا كانت الخطوط الحمراء التي سيضعها المجتمع الدولي مرنة، ومن ثم سوف تستمر في المضي قدما في برنامجها؟". وأشارت إلى أنه خلال زيارة "أوباما" إلى "إسرائيل" و"الأردن" في الشهر الماضي تعهد بأن "إيران" لن تحصل على سلاح نووي في عهده. ولفتت الصحيفة إلى أن سياسات "أوباما" تجاه الإنتفاضات العربية كانت مختلفة من بلد إلى آخر، مما يجعل من الصعب استخلاص الدروس لكيفية التنبؤ بطريقة عمله في اليوم التالي، فقد حث الرئيس السابق "حسني مبارك" على التنحي، وقاد حملة قصف دولية لوقف هجمات العقيد "معمر القذافي" على المتمردين في "ليبيا"، ولكنه قال أنه يؤيد بشكل فعال ملك "البحرين" خلال الإنتفاضة في تلك الدولة الصغيرة، التي تستضيف أكبر قاعدة بحرية أمريكية في المنطقة. وذكرت أن مسئولين في البيت الأبيض يفهمون قرار السيد "أوباما" تجاه "سوريا"، وكما يقولون: "إنه يدرك بعمق الأخطاء التي ارتكبت بالضبط قبل عشر سنوات خلال الحرب على "العراق"، لهذا السبب فإنه يصر على ما دعا له البيت الأبيض يوم الخميس من مصداقية وتأكيد للحقائق". من ناحية أخرى، إذا كان الرئيس ينتظر قرارات قاعة المحكمة لإثبات ما إذا كان عشرات الوفيات ناجمة عن الأسلحة الكيميائية في الحرب التي أودت بحياة أكثر من 70.000 شخص، فقد أصر مسئولون إسرائيليون أن استخدام غاز الأعصاب "السارين" حتى الآن بشكل محدود جاء من قبل الرئيس "بشار الأسد" لكي يختبروا "أوباما". وقال "عاموس هرئيل" مراسل الدفاع لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليومية، في عمود الجمعة أن المصارعة هذا الأسبوع على الأسلحة الكيميائية قد تكون عن "إيران" كما لو كانت "سوريا". وأكدت صحيفة ال"نيويورك تايمز" أن "إيران" تراقب جيدا وعن كثب قرارات السيد "أوباما" بشأن "سوريا" وإذا تدخلت "الولاياتالمتحدة" في "سوريا" لتأمين الأسلحة الكيميائية فربما تحتاج لتنظيم من جامعة الدول العربية وأعضاء مجلس التعاون الخليجي أو حلف شمال الأطلسي للتقاسم الوظيفي. ويقول مسئولون إسرائيليون أن التدخل سيكون إشارة من الرئيس "أوباما" وعلى الأرجح نسخة احتياطية لتحذيراته ل"إيران"، ولكن هذه الخطوة تحمل مخاوف العديد. من جهته قال وزير الإعلام السوري "عمران الزعبي" السبت في حديث أدلى به لقناة "روسيا اليوم" بالإنجليزية إن "تصريحات وزير الخارجية الأميركي والحكومة البريطانية عن استخدام "الأسد" للأسلحة الكيماوية لا تنسجم مع الواقع وهي كذب سافر".