تعرف بعض المناطق بالجهة الشرقية و خاصة الجنوبية منها ظهور نبات من صنف الفطريات ينمو بشكل تلقائي في مناطق صحراوية إذا مرت عواصف مطرية عليها قبل حلول فصل الربيع خاصة إذا كان التساقط بشكل منتظم و تكثر تسمياته فاسمه « الترفاس « بالمنطقة الشرقية الجنوبية فيما له أسماء معروف بها في مناطق و دول أخرى منها الكمأ، نبات الرعد، الفقع، كنز الصحراء... و خلال هذه الأيام تحتضن مدينة جرادة و نواحيها مواقع لترويج هذه المادة التي تعرف إقبالا كبيرا عليها من طرف سكان المنطقة رغم ارتفاع سعرها الذي يصل في بداية موسم الجني إلى حوالي 100درهم للكيلو ليتخد بعد ذلك منحى الانخفاض مع وفرة العرض ويعتبرها بعض الدواقيين وجبة مهمة بل وضرورية على موائدهم حيث تقول سيدة كانت قد اقتنت كمية من هذه الفاكهة : « منذ ظهور الترفاس في الأسواق أقتني باستمرار كميات كبيرة لكون عائلتي تعودت على أخذها كوجبة أتقن طهيها و تقديمها فالترفاس أكلة يمكن طبخها لوحدها أو بمزجها مع اللحم و البيض و الخضر لكن شريطة إتقان أصول تحضيرها «... و فيما يخص ارتفاع سعر الترفاس مقارنة مع اللحوم سواء البيضاء أو الحمراء فردها أحد العارفين بهذه المادة المنحدر من قبيلة لغواط إلى احتوائه على مكونات غدائية و معدنية صحية تصلح للتداوي من أمراض العيون و تشقق الشفتين و النزلات الرئوية - حسب التجارب الشخصية - ... إضافة إلى شهية وجباته عند الأكل ممن يتقنون تحضيره و طبخه هذا بالإضافة إلى وفرته أو قلته علما أن عددا من التجار يأتون من مناطق أخرى من المملكة لاقتناء كميات كبيرة من هذه المادة مباشرة من العاملين في التنقيب عنها في مناطق تعرف بالظهرة، تندرارة، بوعرفة و المناطق المجاورة للحدود الجزائرية – المغربية و إعادة تسويقها في مناطق أخرى بل هناك من يعمل على تنقيتها و تعليبها و تصديرها إلى دول أخرى... وعلاقة بالعمل فإن مادة الترفاس الذي ينبت بشكل طبيعي يخلق العديد من مناصب شغل في المنطقة التي يظهر فيها و كذا المناطق المجاورة لها حيث يعمل في البحث عنه العشرات من سكان المناطق منهم البدو ومنهم الحضريون الذي ينتقلون إلى أماكن تواجد الترفاس مما يخلق فرص شغل مؤقتة لمدة تصل إلى أكثر من شهر يجمعون خلالها قدرا مهما من المال خاصة وأن الترفاس يصل ثمنه في بداية ظهوره إلى 100 درهم للكيلو. أما بمدينة جرادة فيصطف عدد من الباعة لهذه المادة أمام باب السوق المغطاة حيث يبتدئ وصول هذه الفئة التي اتجهت لممارسة هذه ( المهنة ) بشكل مؤقت في الساعات الأولى من الصباح ليستمر عرض هذه المادة طيلة اليوم إلى ما بعد سقوط الظلام حيث الكل يحاول جلب زبنائه بالصياح و بعرض سلعته بطرق تتشابه شكلا ( أكياس أو صناديق ) و تختلف جودة حسب المادة المعروضة ( من النوع الغليظ أو الرقيق – الأبيض أم الأحمر ). و لمعرفة مردودية هذه المهنة الموسمية التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف مختلف الأعمار، اقتربت « العلم « من بائع كان قد انتهى من مهمة بيع مع أحد زبنائه فرد بلغة عفوية : « إن هذه الحرفة لا يفوق وقتها أكثر من شهر و مع ذلك و الحمد لله تغطي لنا بعض المصاريف الضرورية للحياة و نوفر معها بعض المال ...لكن يبقى مجرد حل ينتهي مفعوله مع انتهاء مادة « الترفاس « من الحقول التي ينبت فيها «... و أمام كل الإيجابيات التي ذكرت لمادة الترفاس تبقى الإشارة إلى أن البحث عنه سبب في العديد من المشاكل وصل بعضها إلى اعتقال و محاكمة العديد من المغاربة الذين كانوا بصدد البحث عن الفاكهة و جرهم السهو خلال هذا البحث إلى الدخول إلى التراب الجزائري بشكل عفوي دون الانتباه إلى ذلك ليجدوا أنفسهم في قبضة حراس الحدود الجزائريين و بعدها للمحاكمة في غالب الأحيان...