منذ أيام ضمني مجلس مع ثلة من الشباب , وكان محور الحديث معهم هو موضوع الساعة اي مستجدات قضية الصحراء بعد المقترح الامريكي المشؤوم بتوسيع مهام المينورسو ومراقبته لحقوق الانسان بادروني بحزمة من الأسئلة ، كانوا يلقونها بحماس منقطع النظير ، تكاد تحس بأن أسئلتهم تتضمن أجوبة . عديدة ، ينتقلون بها من الوطني الى الإقليمي الى الدولي ، رغم أن محورها كان هو الصحراء. لماذا أقدمت الولاياتالمتحدةالامريكية على تقديم هذا المقترح الذي يتعارض مع السيادة المغربية؟. هل تريد أمريكا أن تغير سياستها تجاه المغرب ؟. هل هذا المقترح يعتبر خطوة منعزلة قامت بها السفيرة سوزان رايس المندوبة الامريكية الدائمة لدى الاممالمتحدة ؟. ثم هل يعد هذا المقترح قرارا استراتيجيا أمريكيا انطلق من البيت الابيض ؟، وهل بلغ هذا المقترح الى علم الرئيس أوباما قبل تقديمه ؟. وهل كانت الخارجية والدفاع في أمريكا على علم به ؟. وإذن كيف تفكر امريكا في المجازفة بحليف رئيسي في حجم المغرب ؟. هل المقترح المذكور هو هدية من كيري كندي رئيسة مركز روبير كندي للعدالة وحقوق الانسان الى صديقتها أمينا تو حيدر ، خاصة وان المسؤولة الامريكية ستغادر منصبها بعد أسابيع ؟. هل يوافق وزير الخارجية الامريكي جون كيري ويطمئن على المقترح الامريكي ، ليثبت بذلك انه أخذ يحن بذلك الى مواقفه السابقة من ملف الصحراء قبل أن تسند له مهمة الخارجية الامريكية ؟. وكيف سيكون موقف فرنسا خلال اجتماع مجلس الأمن ? هل سيظل موقف فرنسا راسخا ومنسجما مع علاقاتها مع المغرب ؟ . لماذا لا نسمع باي تحرك للمجلس الوطني الاستشاري لشؤون الصحراء بعد تقديم المقترح الامريكي؟. ولماذا لم يدل رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران بأي تصريح رسمي في الموضوع ؟. وهل تعتبر بعض الأصوات المغربية المعزولة التي تقف الى جانب المقترح خروجا عن الإجماع الوطني حول هذه القضية أم أنه يندرج ضمن الحق في الاختلاف وحرية التعبير ؟. وهل لجوء المغاربة الى تنظيم مسيرة مليونية لشجب المقترح الامريكي من شانه التأثير على قرار مجلس الأمن ؟. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، لم تتوقف الأسئلة المنبعثة من شباب لم يروا النور إلا بعد المسيرة الخضراء، كان الحماس طاغيا عليهم ، تخيلت ان بيني وبينهم العلم الوطني يرفرف خفاقا وكان ريحا خفيفة تداعبه . عندما أطقت برأسي وأنا ابحث عن غيض من الأجوبة على فيض من هذه الأسئلة ، خاطبوني وكأنهم يطلبون نقطة نظام ، قائلين بنفس الحماس: مهما كانت الأجوبة ومهما كانت قرارات مجلس الأمن ونوايا الدول العظمى واستراتيجية الولاياتالمتحدةالامريكية، فإننا مقتنعون بأن الصحراء صحراؤنا ، وهي مغربية وستظل مغربية. هكذا إذن أعفاني هؤلاء من الجواب ، وعندما انفض المجلس ، تملكني الفخر ، وغمرتني السعادة ، فقد أيقنت أن المغرب سيظل فخورا بشبابه رجال الغد ، وبهم وباقي أبناء هذ الوطن سنتصدى لكيد الكائدنين وحقد الحاقدين. وقفت بعدها أخطو جيئة وذهابا وأنا أردد لا خوف على المغرب ، مرددا كلمات بعضالاغاني الوطنية التي أعقبت المسيرة الخضراء والدموع تغمر عيني .