يبدو ان اقدام الولاياتالمتحدة الاميريكة على تبني قرار يهدف الى توسيع مهمة المينورسو. لتشمل المناطق المغربية. (والذي سيعرض على مجلس الامن يوم الاثنين القادم).قد ازعج المملكة المغربية كثيرا, وذلك ما جعل الملك يرسل السيد العثماني وزيرالخارجية والسيد الفاسي الفهري الى موسكو من اجل اخذ استعطاف السياسة الروسية و التفاهم معها وربما تقديم تنازلات اقتصادية, من اجل "تقويض" الفيتو ضد امريكا... لكن قبل الدخول في التفاصيل دعونا نتساءل: ما الذي جعل السياسة الخارجية الامريكية تنقلب على المغرب دفعة واحدة؟ ثم الم يكن المغرب الحليف الاستراتيجي الاول بالمنطقة؟ ما الذي طلبته منا اميركا ولم نفعله؟ هل ازعجهم استقبال رئيس مام فرنسا؟ ثم لماذا يخاف المغرب من جمعية حقوقية تراقب حقوق الانسان؟ الم يصدعوا رؤوسنا في الاعلام"الهرم" بدستورهم الجديد وبان المغرب دخل مرحلة جديدة في حقوق الانسان؟ الم يصفق الغرب المنافق للعمل الحقوقي في المغرب وصنفونا كذبا وبهتانا في المراتب الاولى؟... كل هذه الاسئلة مشروعة والجواب عنها ليس بالسهل الهين,لكن دعونا نبدا من موقف امريكا"الامبريالية" الذي قوض حسابات"القصر" تجاه ملف قضية الصحراء. في الواقع يبدو ان تغيير شخص مكان اخر في الدول "الديموقراطية" ليس تغيير بيدق ووضع اخر مكانه كما يحصل في الدول العربية,وانما تغيير سياسة ومجيء رؤية ودبلوماسية جديدة,وهذا ما بدا واضحا للعيان في تغيير منصب وزير الخارجية الاميركي مؤخرا.فمجيئ جون كيري قلب الموازين وشتت كل الحسابات المغربية تجاه قضية الصحراء, ومعلوم أن جون كيري معروف بدعمه لمعهد روبرت كينيدي وهو من أبرز الفاعلين داخل الحزب الديمقراطي الذين سبق لهم أن طالبوا الخارجية الأمريكية بتطبيق تقرير المصير لوضع حد لنزاع الصحراء.وهذا هو الذي جعل جون كيري يقدم على مثل هذه الخطوة من اجل استعطاف الجزائر ومنظمة كينيد..كما يمكن ان نضيف بان غضب المملكة المغربية مؤخرا على المبعوث الاممي كريستوف روس قد اتى بثماره,لكن بالشكل المقلوب.!! هذا الموقف الامريكي اذن اربك حسابات الدولة المغربية وجعلها تراجع حساباتها في المنطقة وداخل الوطن. ومهما يكن الموقف الاميركي من قضية الصحراء فان الذي يقض مضجع المغاربة هو الجواب عن هذا السؤال المحير: متى ستنتهي ازمة قضية الصحراء التي امتصت جيوب المغاربة ونخرت الاقتصاد الوطني؟ فما من مو اطن مغربي تساله عن قضية الصحراء الا ويكفهر وجهه من السياسة الحالية تجاه الملف,غير راض عن الدور الذي تقوم به الدولة من اجل حلحلة هذه الازمة,التي استمرت لعقود من الزمن دون ان تجد حلا مناسبا. ان انجرار المغرب وراء الاممالمتحدة وطلب الحل من الدول العظمى بدل الاستماع لمطالب الشعب داخل الوطن والمصالحة مع المغاربة لن يحل ازمة الصحراء المتشعبة مهما قدمنا من تنازلات اقتصادية وسياسية... ومهما يكن فان سياسة التبعية والانجرار نحو البحث عن دولة اخرى بدل امريكا لن يغير من القضية في شيء, فما الفرق بين امريكا وروسيا او فرنسا..فكلها دول تبحث عن مصالحها ولا تبالي بقضية الصحراء التي اصبحت لعبة الدول العظمى تجاه المملكة المغربية,كما يقول المثل الشعبي (فكانك يا بوزيد ما غزيت).. ان حلحلة ازمة الصحراء المغربية مرهون بمدى جدية الدولة المغربية في التصالح مع شعبها اولا,ولن نتقدم قيد انملة في قضية الصحراء اذا بقينا على نفس النهج,هذا الكلام يقودنا الى الاجابة عن التساؤل التالي: ما الذي يخشاه المغرب من المنظمات الحقوقية؟,اولسنا دولة متقدة في مجال حقوق الانسان؟؟؟!! وان كان لقرار الولاياتالمتحدةالامريكية له ما له وخلفه ما خلفه من مكائد واستفزاازت, فانه كان على الدولة المغربية ان لا تخاف كثيرا من هذا القرار وان لا تقيم هذه الزوبعة الاعلامية التي اظهرت ضعف الدولة المغربية في تسيير هذا الملف.وهذا ما بدا واضحا في الاعلام الجزائري على الاقل ان لم نقل العالمي.... في الحقيقة اذا كانت الدولة المغربية تخشى من قدوم المينورسو للمناطق المغربية من اجل رصد حقوق الانسان فان هذا له تفسير وحيد واوحد,هو انه لا وجود لحقوق الانسان داخل تلك المناطق,والا فلا داعي لتحريك الملف دوليا والتعامل معه محليا بدل هذه الفوضى الاممية من اجل استعطاف العالم وتقديم التنازلات والانبطاح امامهم مقابل اعتراف بأرض وتراب يشهد التاريخ والعقلاء بانها مغربية... في اعتقادي فان حل قضية الصحراء يبدأ من الداخل قبل الهرولة نحو الخارج( ما حك جلدك مثل ظفرك),والدول الغربية انما دول مصالح ومنافع وبالتالي لا يجب التعويل على مواقفها في مجلس الامن...فحل القضية مرهون بتصالح الدولة مع المجتمع انذاك سيلتف الشعب حول قضيتهم جميعا كما يقال في الاعلام حاليا "قضية الملك والشعب" ولن تتحقق مقولة الحسن الثاني الا بتصالح هذه الدولة مع شعبها في مجال حقوق الانسان . ولهذا اختم بكلام الاستاذ علي انوزلا حين يقول: "عندما تكون في المغرب ديمقراطية حقيقية وينتهي الحكم الفردي والمزاجي، وعندما تحترم حقوق الإنسان وكرامته في جميع أنحاء البلاد، شمالا وجنوبا، في تازة وبني بوعياش وإيمضر ودوار الشليحات وسيدي إيفني والداخلة والعيون وأمام البرلمان بالرباط ، عندها سيجد المشكل طريقه للحل، كما يقول المثل المغربي "القط لا يهرب من دار العرس".