لم تجد وزيرة الثقافة الجزائرية مشجبا تعلق عليه ورطتها نتيجة مسلسل ردود الفعل المسجلة ضد تصريحات منسوبة اليها تستهزأ فيها بشعائر إسلامية ، غير اتهام المغرب دولة بالوقوف وراء الانتقادات اللاذعة التي وجهها لها بعض الدعاة والعلماء خارج الجزائر ، وسياسيون محسوبون على التيار السلفي في الجزائر. وقالت خليدة تومي في تصريح لها ، على هامش جلسة للبرلمان الجزائري "أنها حملة مغرضة شنّها مصريون بإيعاز من المملكة المغربية".في إشارة الى تصاعد الجدل الدائر حاليا في الجزائر على إثر إعادة طرح تصريحات سابقة لوزيرة الثقافة كانت قد أدلت بها في كتاب صدر عام 1995 استهزأت فيها ببعض شعائر المسلمين. السيدة خليدة المسعودي و هو الأسم الحقيقي للمناضلة اليسارية التي غيرت جلدها السياسي ثلاثة مرات خلال العقد الماضي لتضمن حضورها الدائم في مجلس الأمة الجزائري كنائبة و في أربع حكومات كوزيرة أكدت أن "الحملة " التي استهدفتها هي شخصيا أريد بها المساس برمز من رموز الدولة الجزائرية، باعتبارها وزيرة للثقافة في حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، مبرزة أن هذه الحملة بخصوص تصريحات لها تعود إلى 18 سنة من الزمن، كانت بسبب مساندتها لقضية الصحراء الغربية. وجاء في الكتاب الذي نشر عام 1995 أن وزيرة الثقافة الجزائرية "تعتبر الصلاة ووضع الرأس على الأرض إهانة للإنسان وأن الأموال التي تصرف على الحج ينبغي أن تمنح لبناء المسارح . و كان الداعية المصري خالد عبد الله يونس قد هاجم وزيرة الثقافة خليدة تومي، ناعتا إيها بقليلة العفة والأدب , و قد تحدثت حينها مصادر جزائرية إلى أن الحملة التي طالت مواقف للوزيرة المحسوبة على فريق المقربين من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يندرج ضمن مناوشات و حسابات سياسية جزائرية صرفة تتسم بتصفية الحسابات داخل البيت السياسي الجزائري إستعدادا للرئاسيات المرتقبة . على أن خروج الوزيرة تومي المفاجىء باتهامها للمغرب بإفتعال و تحريك الحملة ضدها بتنسيق مع جهات مصرية و سعبها الى توريط الحكومة الجزائرية في موقف مناوىء جديد ضد المغرب باعتبارها رمزا من رموز الدولة الجزائرية يبعث فعلا على السخرية و يعكس لكن من تساوره ذرة من الشك في حقيقة الأحكام المسبقة تجاه الجار المغربي التي تمثل القاسم المشترك بين جل إن لم نقل كل الساسة النافذين في هرم السلطة الجزائرية بمختلف رتبها و أشكالها . و إذا حق توصيف الوزيرة اليسارية بأنها ضحية تحامل مغربي فكم سيكفي المغاربة من الشكاوي تجاه مسلسل التحامل الممنهج ضدهم و ضد رموز دولتهم و مقدسات يكون مصدرها ساسة الجارة و صحافتها و جنرالاتها و هلم جرا حتى تستقيم كفة العدالة الأرضية بين الطرفين