نفى عبد الحفيظ بنهاشم، المندوب السامي لإدارة السجون وإعادة الادماج بشدة الأنباء التي راجت مطلع الأسبوع الجاري عن خوض معتقلين إسلاميين على خلفية تفجير مقهى »الأركانة« بمراكش في أبريل الماضي لإضراب عن الطعام احتجاجا على ما اعتبروه نشر أخبار زائفة عنهم في الصحافة المغربية وترويج ادعاءات كاذبة لتشويه صورتهم لدى الرأي العام. وقال بنهاشم في تصريح للعلم، إن كافة المعتقلين الاسلاميين يقضون مدد محكوميتهم بشكل عادي، نافيا جملة وتفصيلا أي إضراب عن الطعام يخوضه معتقلون. وللتأكد من صحة كلامه، دعا المندوب السامي لإدارة السجون إلى زيارة السجن ومعاينة وضعية السجناء الذين يأكلون ويشربون بشكل عادي، حسب تعبيره. وكانت تنسيقية الدفاع عن السجناء المدانين في قضايا الارهاب بالمغرب قد أصدرت بيانا أعلنت فيه عن دخول بعض الموقوفين المتهمين على خلفية تفجير مقهى أركانة بمراكش في إضراب مفتوح عن الطعام وعن شرب الماء حتى الموت منذ الاثنين 11 مارس الجاري، وذلك احتجاجاً على أخبار نشرت حديثا عن حصولهم في وقت سابق على هواتف ذكية للتواصل مع مواقع جهادية والتنسيق مع جهاديين خارج أسوار السجون، محملين مسؤولية تدهور أوضاعهم الصحية وسوء المعاملة التي يتلقونها إلى رئيس الحكومة ووزير العدل وإدارة سجن مدينة آسفي حيث يقضون عقوباتهم الحبسية. وفي اتصال للعلم، أكد عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، أن إضرابات المعتقلين الإسلاميين لم تنقطع داخل السجون المغربية، مشددّاً على أن توالي الإضرابات مع غياب التنسيق لدى تنفيذها جعلها دون أثر يذكر ولا تحقق أي نتائج لفائدة المعتقلين أنفسهم. وقال مهتاد أن معتقلي ملف »الأركانة« الذين أعلنوا خوض اضرابهم عن الطعام باستثناء المتهم الرئيسي عادل العثماني قرروا ذلك دون تنسيق مع الجمعية، متسائلا عن كون إدارة السجون قامت بتقديم موظف للعدالة على خلفية تسريب هواتف ذكية للمعتقلين، وهؤلاء ينفون، فمن نصدق؟ يقول مهتاد. وعزا غياب التنسيق بين المعتقلين الاسلاميين في خوض معارك نضالية لانتزاع حقوقهم إلى الربيع العربي، حيث أصبحنا نطالع أخباراعن خوض معتقلين لإضرابات متقطعة عن الطعام هنا وهناك ولا تنفذ على أرض الواقع في كثير من الأحيان. وفي موضوع ذي صلة، أكد المندوب السامي لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن حالة المعتقل الإسلامي عبد المالك عبد الصمد، المصاب بداء السيدا لا تدعو للقلق باعتباره حاملا للفيروس، وأنه يتلقى العلاجات الأولية وتحت الرقابة الطبية. وجوابا عن سؤال كيفية التعامل مع سجين حامل للفيروس من طرف إدارة السجون، قال بنهاشم إن التعامل معه يظل عاديا مادام لا يشكل أي خطورة تذكر على باقي السجناء. كما أكد أن إدارة السجون قامت بتوجيه مذكرة للسجناء لتلقي فحوصات تلقائية للراغبين في ذلك، نافيا بقوة أن تكون هناك حالات تستدعي القلق في أوساطهم. وفي هذا الإطار، صرح عبد الرحيم مهتاد،رئيس جمعية النصير للعلم أن المعتقل السالف الذكر حسب أقواله، دخل السجن وهو حامل لفيروس داء المناعة المكتسبة، مستدركا أن ما يعاب على المندوبية السامية للسجون هو جمع مريض مع أصحاء وهو ما لا يستقيم، منبها إلى ضرورة التعاطي مع هذه الحالة بما يستجيب لمعايير الوقاية والسلامة لكافة السجناء.