مازال سكان دوار الشنانفة يعيشون على وقع الصدمة التي خلفها مقتل الطفلة (هدى شرتال) ذات العشر سنوات من العمرفي حادثة سير مؤلمة وقعت عشية يوم الخميس الأخير، علي مشارف مدخل المدينة بالطريق الوطنية وهي في طريق عودتها من المدرسة، حيث لقيت الضحية حتفها بواسطة شاحنة من الحجم الكبير، دهستها مباشرة على مستوى الرأس، في مشهد اهتزت له المواطنون الذين عبروا عن استيائهم العميق للحادث، مستنكرين تجاهل الدوائر المسؤولة للأخطارالمحيطة بهذه الطريق التي لم تعد مبعث اطمئنان بالنسبة للراجلين جراء افتقادها للشروط والمواصفات الضرورية . هذا الحادث المأساوي تولدت عنه موجة من الغضب العارم لدى السكان، الذين أقدموا في أعقاب مراسيم دفن الطفلة على تنظيم وقفة احتجاجية تلقائية رددوا خلالها شعارات تضمنت مطالب استعجاليه تهدف إلى توفير مدرسة ابتدائية بالدوار إضافة إلى توسيع الطريق مع إحداث ممر للراجلين كإجراء وقائي من شأنه أن يقلل من الأسباب المؤدية إلى الموت المحتمل. كما شكلت الوقفة الاحتجاجية مناسبة للتعبيرعن حجم الفراغ الذي تعيشه الساكنة في مجال الخدمات الاجتماعية والجهر بالظروف الاجتماعية الصعبة التي يعانون منها، بدءا من انعدام المرافق الحيوية ذات النفع العام التي لاوجود لها إطلاقا رغم إلحاق الدوار بالمدار الحضري للمدينة . ووفق ما استقته »العلم« من ردود أفعال و تصريحات بخصوص الأجواء المواكبة لوفاة الطفلة، أن ماوقع إنما هو نتاج طبيعي لجملة تراكمات تعود إلى أعوام طويلة من الإقصاء والتهميش ظل خلالها دوار الشنانفة خارج دائرة الاهتمام ولتكن أولى عواقب هذا الإهمال روح الطفلة البريئة التي وإن كان قدرها هذا الموت الأليم فهو بالتأكيد ستبقى له دلالاته ومعانيه التي يجب استيعابها عبر التفكير في المصالح الحيوية للسكان ومحاولة التجاوب مع مطالبهم الملحة والضرورية . .