لم تتضح الصورة بما يكفي ولا بما يسمح بتحديد المسؤوليات وإصدار الأحكام، خصوصا وأن الجهات الرسمية التونسية التزمت الصمت إلى حدود صباح اليوم، لكن وكالات أنباء كثيرة أولت لما راج من أخبار وصفتها غالبية هذه الوكالات بالشبه مؤكدة أهمية بالغة واهتماما متزايدا. وجاء في هذه الأخبار أن السلطات الأمنية التونسية تمكنت أخيرا من الإمساك ببداية خيط جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد حينما ألقت القبض على القاتل الحقيقي ليلة أمس بقرطاج ناحية تونس العاصمة ورفيقه المفترض في الجريمة التي وفر له جميع التسهيلات التي مكنته من تنفيذ جريمته النكراء - إن ثبت ذلك فعلا - وأوردت هذه الوكالات أن الأمر يتعلق بشاب تونسي يبلغ من العمر 31 سنة يشتغل عاملا في الأثاث المعدني ينتمي إلى تيار سلفي متشدد وينتمي إلى رابطة حماية الثورة التي تتهمها أطراف من المعارضة بأنها الذراع المسلح لحركة النهضة، واعترف الجاني المفترض للسلطات الأمنية، وقال إنه قام بتصفية شكري بلعيد لأن هناك فتوى تبيح هدر دمه بالنظر إلى ما كان يصرح به، وكان محامي الشهيد بلعيد قد صرح قبل يومين بأن قتلة بلعيد دخلوا إلى تونس من الجزائر، إلا أنه تبين في ضوء المستجدات أن الأمر كان يتعلق بعملية تمويه دقيقة لإبعاد الشبهة عن المتهمين الحقيقيين خصوصا وأن مصالح الأمن في تونس كانت قد اقتربت من وضع اليد على القاتل المفترض. وإذا ما صحت هذه الرواية التي تناقلتها وسائل إعلام كثيرة فإن حادث اغتيال شكري بلعيد من طرف سلفي متطرف يعيد إلى الأذهان حادث اغتيال عضو في حزب نداء تونس الذي يرأسه الباجي القايد السبسي من طرف سلفي آخر بمدينة تطاوينجنوبتونس خلال السنة الفارطة.