... اختتمت عشية يوم الأحد منافسات الدورة الرابعة لبطولة إفريقيا للأمم في سباق الدراجات التي سهرت على تنظيمها الجامعة الملكية المغربية تحت إشراف الإتحاد الإفريقي ، وحضرها رئيسا الإتحادين العالمي والإفريقي السيدان الدكتور وجيه عزام وبات ماكايد ، بمشاركة 14 دولة هي : إفريقيا الجنوبية والجزائر وكوت ديفوار ومصر وأريتريا والغابون وجزر موريس واللوسوطو وليبيا والمالاوي وناميبيا ورواندا وتونس والمغرب الذي شارك هذه السنة ولأول مرة بمنتخب وطني للاناث بالاضافة الى منتخب للذكور طبعا . وقبل استعراض أهم النتائج التي أفرزتها المنافسات ، لا بد من الإشارة إلى أن أجمل ما عرفته هذه التظاهرة القارية الكبرى هو الغياب التام الذي اختارته وزارة الشبيبة والرياضة عن هذا الموعد من الناحية المادية ، في الوقت الذي كانت فيه اللجنة الأولمبية حاضرة بواسئلها اللوجيستيكة ، وكان فيه أعضاء الجامعة الملكية يكابدون ويجاهدون من أجل أن تمر التظاهرة القارية في أحسن الظروف رغم قلة ما باليد بل وانعدامه ، حتى يعود الضيوف إلى ديارهم وقد احتفظوا في ذاكرتهم بأشياء جميلة عن المغرب وشعبه المضياف ... كان الإعتصار باديا على مسؤولي الجامعة وهم يحاولون أن تمر " الطرح بسلام " ، في الوقت الذي كانت فيه الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية نبراسا لما يجب أن تكون عليه الرياضة بالمغرب ورياضيونا ورياضياتنا ، لكن مع الأسف الكبير فإنه مازال هناك بيننا من يحن إلى العهد البائد بالوقوف في وجه كل من يريد أن يعطي لهذا البلد من الرفعة والشموخ ما يستطيع ... وعلى كل حال نتمنى أن تتغير مثل هذه العقليات ونعطي للرياضة الوطنية حقها من الإهتمام بعيدا عن الديماغوجية والكلام الفضفاض ... وكما قال أحد الظرفاء فإن الأحمق هو ذاك من مازال يفكر في شيء اسمه التنظيم ، في ظل هذا الواقع الذي الذي لا ولن نجني من ورائه سوى الإنحدار في الوقت الذي نرى فيه دولا أخرى كانت إلى وقت قريب بعيدة عن الركب بل وغائبة عن الساحة الرياضية الإفريقية تفرض نفسها كقوات رياضية قادمة للعظمة ... .... وفي انتظار أن يحدث التغيير الذي ننتظره جميعا بعد الرسالة الملكية السامية ، نعود إلى المنافسات التى عرفتها الحلبة المغلقة لشاطيء عين الذئاب بالدار البيضاء يومي السبت والأحد الماضيين لنجد أن المنطق فرض نفسه سواء في سباقات السرعة نساء ورجالا ، أو في سباقات الطريق ، ففي سباقات السرعة سيدات التي عرفت مشاركة أربع دول فقط هي جنوب إفريقيا بمتسابقتين والمغرب بمتسابقتين وجزر موريس بمتسابقة وحدة شأنها في ذلك شأن الغابون... حيث أن المنافسة لم تكن شرسة في ظل السيطرة التي أبانت عنها متسابقتا جنوب إفريقيا اللتان فرضتا ذاتهما كمرشحتين فوق العادة للاستحواذ على اللقب ، وهو ما تأكد في نهاية المطاف البالغة مسافته 11 كلم ، إذ فازت المتسابقة كاشاندرا بالصف الأول محققة توقيت 15 د و25 ث و 97 جزء من المائة بسرعة وصلت 42 كلم في الساعة ، وجاءت مواطنتها فان دير ماريسا في الصف الثاني بتوقيت 15 د و57 ث و 88 ج . م ، وحلت المتسابقة أوريلي من جزر موريس في المركز الثالث بفارق 43 ثانية ، أما المغربيتان مونية ايت باغانم ونادية أمهاوش فحلتا في المركزين الرابع والخامس على التوالي . وعلى صعيد الذكور فقد شهد سباق 22 كلم ضد الساعة فردي كذلك ، مشاركة 28 متسابقا ، بينهم ثلاثة مغاربة هم : ادريس حنيني وابراهيم مصباح وحسن زهبون ، وزعوا على ثلاث مجموعات أثناء الإنطلاق، والذي هو الآخر لم يعرف أية مفاجأة تذكر بعدما بسط المتسابقون الجنوب إفريقيون سيطرتهم على السباق بالفوز بالمرتبتين الأولى والثانية بواسطة كل من طومسون جاي بتوقيت 28 د و 10 ثواني ووايت نيكولا ، بفارق 28 ثانية فقط، فيما حل الناميبي كرافين دان في المركز الثالث بفارق 29 ثانية ، أما المتسابقون المغاربة فقد احتل حسن زهبون المركز السادس بفارق 1 دقيقة و 45 ثانية وابراهيم مصباح الصف 13 وادريس حنيني الصف 16. ولم يخرج اليوم الثاني من المنافسات التي دارت يوم الأحد عما شاهدناه في اليوم الأول عند السيدات ذلك أن لقب السباق على الطريق هو الآخر عاد لجنوب إفريقيا ، والذي لم يعرف مشاركة مكثفة ، إذ انحصر الصراع على اللقب بين ثماني متسابقات ، فعن المغرب شاركت كل من ابتسام زبارة وفاطمة شبوك ونادية أمهاوش ومونية ايت باغانم ، وجنوب إفرقيا مثلتها سليجيرلاند كاساندرا وفا دير ماروي ماريسا ، وجزر موريس هالبواش أوريلي والغابون أزغووافاين ، واذا كانت ال 36 كلم الأولى من السباق الذي بلغت مسافته في المجمل 55 كلم قد عرفت استمرار تكدس الكوكبة ، فإنه مع الوصول الى الكلم 46 أخذت المتسابقتان الجنوب إفريقيتان كاساندرا وماريسا مبادرة الهروب متبوعتان بالمتسابقة أوريلي من جزر موريس ، فيما ظلت المتسابقات المغربيات مجتمعات في كوكبة لوحدهن ، بعدما تخلت المتسابقة الغابونية أزوغووا فاين عن السباق مكرهة ، نظرا للسرعة التي فرضت عليها منذ الإنطلاقة ، وظل الحال على ما هو عليه إلى خط النهاية الذي فرضت فيه الجنوب إفريقية كاشاندرا السرعة النهائية للظفر بالميدالية الذهبية أمام مواطنتها ماريسا ، حيث قطت المسافة في ظرف ساعة و33 ثانية و 19 ج. م ، وكانت الميدالية الفضية من نصيب زميلتها ماريسا بفارق 15 ثانية ، أما الميدالية النحاسية فعادت لأوريلي من جزر موريس ، وفي جانب المغربيات حلت ابتسام زبارة في الصف الرابع بفارق 7 دقائق و 12 ثانية عن صاحبة الميدالية الذهبية الجنوب إفريقية كاشاندرا والتي قالت عن فوزها : إنه جاء تتويجا لكثير من السباقات التي شاركت فيها ، وأن المنافسة لم تكن قوية سيما وأنها خاضت السباق بتنسيق مع مواطنتها ماريسا ، متمنية أن تأخذ رياضة الدراجات طريقها نحو الفتيات في القارة السمراء على غرار الدول الأوربية. وفي صنف الذكور فقد عرف سباق الطريق مشاركة 65 متسابقا يمثلون 14 دولة ، على مسافة 143 كلم ، وقد أعطى انطلاقته رئيس الإتحاد الدولي السيد بات ماكايد ، بعد قراءة الفاتحة ترحما على روح رئيس الإتحادية الجزائرية السابق السيد مولود وردان الذي وافاته المنية في اليومين الماضيين.... وقد شارك المغرب في هذا السباق بثمانية متسابقين هم : عادل جلول ، محسن لحسايني ، محسن الرحايلي ، طارق الشاوفني ، حسن زهبون ، ابراهيم مصباح ، ادريس حنيني ، محمد سعيد العموري ، وكان إسم المتسابق الجنوب إفريقي نيكولا وايت يتردد بقوة كمرشح للظفر باللقب الإفريقي ، لكن مع توالي انسحاب الكيلومترات اتضح أن هناك قوات أخرى في هذه المسافة ، من خلال الإنقسام المتكرر الذي شهدته الكوكبة ، خصوصا بعد الكيلومتر 76 الذي عرف خروج المغربيين الرحايلي محسن وحسن زهبون لقيادة القافلة ومراقبة تحركاتها بذكاء ، ليستمرا في فرض ايقاعهما بعد ذلك إلى حين أن انسل حسن زهبون عن الكوكبة ، التي وان ظلت تتعقبه باستمرار إلا أن حسن كان كذلك أكثر إصرارا على الاحتفاظ بتقدمه لهم ، في الوقت الذي لم يعد يظهر فيه أي أثر للمتسابقين الجنوب إفريقيين ، وعلى بعد 500 متر تقريبا من خط الوصول كان المتسابق الناميبي كرافين دان وهو الوحيد الذي مثل بلاده في هذا السباق يضغط بقوة للحاق بحسن زهبون ، وهو ما تحقق له على بعد 10 أمتار حاول خلالها المتسابق المغربي مراقبته بشدة إلا أنه اصطدم بكتفه وسقط وبالتالي ليفوز كرافين دان بالميدالية الذهبية وحسن بالفضية بفارق 17 ثانية فقط ، فيما عادت النحاسية للجزائري عبد الخالق مدني .