في خرق للاتفاق الأممالمتحدة ومفوضيتها للشؤون اللاجئين أوقفت جبهة البوليساريو تبادل الزيارات العائلية للصحراويين، حيث اكتفت الجبهة بالقول أنها أخطرت بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء (المينورسو) بأنها أوقفت تبادل الزيارات التي كانت مقررة هذا الأسبوع لأسباب وصفتها بالتقنية. وعلى الرغم من أن مسألة تبادل الزيارات العائلية تشكل محورا أساسيا في رزمانة برنامج إجراءات تدابير الثقة، فإن البوليساريو أبت إلى أن تعرقل سيره بعدما حاولت في أكثر من مناسبة تسييسه، في ظل تزايد عملية نزوح الصحراويين نحو الموطن الأصلي، وكذا بعد تفضيل العديد من العائلات الصحراوية المستفيدة الاستقرار بالصحراء بدل العودة إلى مخيمات تندوف. وحيث إن القاعدة العمل في الانساني تقوم على مبدأ "لا يوجد حل إنساني لمشكلة سياسية"، فإن جبهة البوليساريو تصر على تلبيس القضايا الانسانية في برنامج الزيارات العائلية لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بلبوسات سياسية، وحيث إنه لم يعد يتسنى لها ذلك عمدت مؤخرا إلى وقف الزيارات العائلية دون مبررات موضوعية. وتعيش البوليساريو على وقع ضغط متواصل من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لإحصاء سكان المخيمات، والالتزام باستمرار برنامج تبادل الزيارات، الأمر الذي ينسف موقفها التفاوضي لأن العديد من المستفيدين باتوا يرفضون العودة إلى المخيمات، بعد أن يتفاعلون إيجابا مع ذويهم بالأقاليم الصحراوية. وإذ ترى البوليساريو أن تبادل الزيارات العائلية يخدم الموقف التفاوضي المغربي ويتناسب مع استراتيجيته في تعزيز وسائل الزيارات العائلية بتشجيعه على إنشاء طريق بري بين مدينة تيندوف والعيون كبرى مدن الصحراء من أجل تمكين العائلات الصحراوية من تبادل الزيارات طبقا للبرنامج الذي أعدته المفوضية وكذا لمشروع إحداث خطوط الانترنت البينية لتعميق التواصل بين الصحراويي وإن تكن رؤية برامج بناء الثقة تتناغم أيضا وسعي الأممالمتحدة بخصوص فتح نقاش مع الصحراويين لاستخلاص مداخل جديدة للحل، فإن رهان هذا البرنامج يروم استثمار نتائج الالتقاء والتواصل المباشر وتبادل الآراء، الأمر الذي سيتعزز أكثر بعد تفعيل مشروع مقاهي الإنترنت كوسيلة للتواصل بين أفراد العائلات الصحراوية. ولذلك تعلق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين آمالا عريضة على عملية تبادل الزيارات العائلية بين سكان مخيمات تيندوف وسكان أقاليم الصحراء في أفق خلق بدائل واقعية للحل تصل إلى مرحلة تفكيك مخيمات تندوف بالعودة إلى الصحراء أو التفكير في رؤية موحدة بين سكان الصحراء على مقاربة سياسية لحل النزاع في الصحراء. وحيث أن البوليساريو ترى بأن برنامج الزيارات العائلية يضعف موقفها السياسي لأن العديد من المستفيدين يقررون البقاء في الصحراء أو يتشجعون لتنظيم رحالات جماعية هربا من المخيمات، فإنها ذلك يدفع بها إلى عرقلة كامل محاور برنامج بناء الثقة الذي يقره مجلس الأمن الدولي كما هو مسطر في التقارير الأخيرة حول الصحراء. فبالإضافة إلى انعدام الأمن بمخيمات تندوف، أسفرت عراقيل البوليساريو التي تضعها أمام برنامج الزيارات العائلية، اضطرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على تقليص عدد الرحلات الجوية لتبادل الزيارات العائلية للصحراويين بين مخيمات تندوف والصحراء. وفي هذا الإطار يأتي التزام المفوضية بإرسال بعثة تقنية قبل موعد اللقاء المقبل لدراسة الإمكانيات الميدانية لاستخدام شبكة المعلومات الدولية الانترنت والمكالمات الهاتفية والمراسلات عبر البريد في اتصال بين العائلات الصحراوية المقسمة منذ أزيد من ثلاثة عقود. ومعلوم أن أسباب توقيف برنامج الزيارات العائلية تكرر أكثر من مرة ولأسباب عديدة، منها اتهامها لمنظمة غوث اللاجئين بالتواطؤ والانحياز للطرف المغربي حينا واتهامها بعدم الالتزام ب "التطبيق الحرفي للإجراءات أحيانا أخرى، أو بالافتراء على السلطات المغربية بأنها ضايقت المستفيدين من الرحلة.