أصدرت جبهة الإبداع المصري بيانا صحفيا يوم السبت 5 يناير 2013 عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تدعو فيه المبدعين لمقاطعة ساقية الصاوي والتظاهر ضدها الثلاثاء للتنديد بمنع عبد المنعم الصاوي مدير الساقية عرض رسوم كاريكاتيرية تنتقد جماعة الاخوان المسلمين. وساقية الصاوي أول المراكز الثقافية الخاصة في مصر وأوسعها انتشارا اليوم ويعد نموذجاً للكيانات الثقافية في عصر ما بعد الثقافة الحكومية. وقام مدير الساقية بمنع عرض رسوم كاريكاتيرية ناقدة لجماعة الاخوان المسلمين وبالقاء تلك اللوحات ارضا وهو ما اعتبر اهانة بالغة للرسامين. ودعت الجبهة أعضائها من قطاع الفنون التشكيلية بالتنسيق مع الفنانين أصحاب اللوحات موضوع النزاع والحجب للمشاركة في وقفة احتجاجية للتعبير عن موقفهم ضد ممارسات الساقية ومن يديرها، واقترحت الجبهة طباعة اللوحات بعد استئذان رساميها ورفعها خلال الوقفة. واعتبروا انه من الخطير أن يقوم الصاوي بحكم منصبه بدور رقيب مانع في مؤسسة ثقافية بحكم مغازلته الواضحة لجماعة الاخوان و ما لقاه من ثمار هذه المغازلة حتى الآن من مناصب و كان آخرها "ممثل الكنيسة". وفي المقابل اصدرت ساقية عبد المنعم الصاوي بيانا صحفيا تعلن فيه اعتزازها بالمعرض السنوي لرسامي الكاريكاتير. واعتبرت الساقية أن هذا المعرض واحدا من أهم الفرص التي تؤسس لحرية التعبير. واكدت أن لوحات استبعدت لأسباب فنية تتعلق بالألوان وجودة الطباعة، وليس كما يشاع بسب انتقاد رئيس الجمهورية أو غيره من تيار الإسلام السياسي. وعرض برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2"، نماذج من الرسومات الكاريكاتيرية التي تم منع عرضها داخل الساقية بدعوى هجومها على مرسي وجماعة الاخوان المسلمين. وتضمنت رسما يصف الرئيس المصري غارقًا فى بركة من الدماء ورافعا يديه وهو يصرخ للدكتور محمد بديع "الحقني انا بموت"، ورسم آخر يقوم فيه مرسي بالاشارة بيده إلى شخص آخر مامعناه انه لا يتحكم في القرار. وكاريكاتير آخر بعنوان "الإعلام المضلل" ، وآخر يعبر عن مشروع النهضة بعنوان شاب ملتحٍ ممسكا بعصا ويشير للناس بعبارة "طاعة ولي الأمر". واعتبر الاعلامي المصري وائل الابراشى بان العار سيلاحق الساقية لان تاريخها يقول انها واحة للابداع والتنفس وليس للقمع. وعلى غرار نجم الكاريكاتير السوري علي فرزات، فان اجيالا من الشباب في مصر تحاول دائما توسيع حدود المتاح، من ايام الرئيس السابق حسني مبارك وصولا الى يومنا هذا الذي يشهد حضورا قويا للتيارات الدينية في مصر يثير مخاوف في اوساط الفنانين والمثقفين، خصوصا في ظل تعرض الرسامين لهجمات وانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعية. وظل الكاريكاتير السياسي عنصرا أساسيا في الصحافة المصرية على مدى عقود وهو مصدر مهم للمعلومات لكثير من المواطنين حيث يركز أساسا على القضايا الاجتماعية والسياسية... وفي حين يرى بعض رسامي الكاريكاتير أن الثورة جلبت معها حريات جديدة يشعر البعض أن الرقابة ما زالت عائقا كبيرا.