في زمن الامكانات المادية المحدودة والتقنيات البدائية بالتلفزة المغربية كان أطفالنا ينعمون بمساحة بث خاصة بهم عبر برنامج التلفزة المدرسية مما كان يساعدهم على فهم أكثر لما يتلقونه بالمدارس النظامية إضافة إلى فقرات تربوية توجيهية تقوم سلوكاتهم الأسروية والمجتمعية وكان هذا البرنامج من أنجح البرامج التي تقدمها تلفزتنا آنذاك وهي وحيدة لامنافس لها. لكن اليوم وقد تحولت إلى شركة وطنية لقطب إعلامي سمعي بصري نسجل بكل أسف تغاضي إدارة هذا القطب عن التفكير في أطفالنا بالسعي لإحداث قناة خاصة بهم على غرار ما هو معمول به بالعديد من القنوات العربية والأجنبية التي تبدع في هذه القنوات الخاصة بالصغار والتي تشكل مدرسة قائمة الذات بما تقدمه من برامج متنوعة تختلف موادها من تعليم للغات ورياضيات وأفلام تاريخية ومسرحيات وتسلية ورياضة وغناء وكل ما له إرتباط بحياة الطفل الذي يرى فيه هؤلاء رجل المستقبل الذي يعول عليه. من هنا نريد بهذا التنبيه الذي نبرزه في هذه السطور أن تبادر إدارة الشركة الوطنية إلى التفكير الجدي في هذا الأمر خاصة ونحن نقف على إجتهاداتها حالياً في إغناء باقتها من خلال إحداث قناة رياضية ومثيلتها للأفلام وفي الطريق الأمازيغية وما هو مقبل من القنوات الأخرى والتي لم يتحدث فيها حتى الآن عن القناة الضرورية الخاصة بالأطفال والتي يتطلب الظرف الحالي إحداثها وبسرعة أمام ما نسجله بكل حسرة من إنحراف لأطفالنا وشغبهم بالملاعب وسلوكاتهم اليومية التي تحتاج إلى التوجيه العملي والفعلي على الأقل عبر قناة تعرفهم ولو نسبياً عن تصرفات ما عهد بها زماننا المغربي في أيام الإنضباط الأخلاقي والتربوي بدءاً من الأسرة فالمدرسة وحتى الشارع. ولعل ما هو متوفر للشركة الوطنية في عهدها الجديد من إمكانيات مادية وبشرية وتقنية يمكن من إحداث هذه القناة الخاصة بالأطفال لأن ما يقدم حالياً من برامج للأطفال رغم اجتهادات لديها في ظل الامكانيات الهزيلة المرصودة لايفي بما نتمناه لأطفالنا وبما يطمح له معدو هذه البرامج التي تعد نقطة في بحر مما تقدمه القناتان الأولى والثانية من برامج مختلفة. أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض فلابد من حمايتهم وصيانة أخلاقهم وتوجهاتهم وهذا لن يتم إلا بقناة خاصة بهم وما أكثر الفعاليات الصحفية والثقافية والتربوية المهيأة ببلادنا لتحمل هذه الطفرة النوعية وبحب وإخلاص للناشئة المغربية).