عاشت منطقة سيدي يوسف بن علي ولساعات طويلة من عشية ومساء الجمعة 28 دجنبر 2012 على وقع انفلات وحصار أمني على خلفية مواجهات قوية وعنيفة بين مختلف وحدات قوات الأمن و محتجين على غلاء فواتير الماء والكهرباء انضم إلى صفوفهم مراهقون وعناصر شغب. وجاء تدخل قوات الأمن بعد الساعة الثالثة من عشية هذا اليوم وبعد رشق بالحجارة وعملية اقتحام عدد من المحتجين لمؤسسات التربوية القريبة ، غالبيتها مدارس ابتدائية حيث تم إجبار المتمدرسين على الخروج من فصولهم الدراسية ودعوتهم للمشاركة في وقفة الاحتجاج على غلاء فواتير الماء والكهرباء التي تمت الدعوة لها على نطاق واسع. و تطورت الأحداث بشكل سريع و مثير خلال محاولة تفريق العدد الهائل للمحتجين بالضرب بالهراوات ، فكان رد فعل الساكنة بالاعتماد على الرشق المكثف والكبير بالحجارة ، ومن مختلف الأحجام والأنواع ، في عملية كر وفر بين الشوارع والأزقة الضيقة المجاورة التي احتمي فيها المحتجون. وتحولت الساحة وتحديدا على مستوى شوارع المصلى والساقية والمدارس، إلى ميدان اشتباكات و معركة حامية الوطيس بين الطرفين خلفت معها إصابات خطيرة ومتفاوتة في صفوف رجال الأمن والمتظاهرين. الانفلات الأمني الخطير استدعى استنفارا وتعزيزات أمنية حيث دخلت على الخط عناصر من الدرك الملكي حيث سجل تدخل أمني قوي تم خلاله استعمال القنابل المسيلة للدموع وخراطيم الماء ، فيما سارعت سيارات الإسعاف ذهابا وإيابا لنقل العدد الهائل من المصابين في صفوف رجال الأمن لتلقي العلاجات والإسعافات اللازمة حيث أفادت مصادر، إصابة 61 عنصر في صفوف مختلف وحدات قوات الأمن ، فيما لا يعرف بشكل مضبوط عدد المصابين في صفوف الساكنة المشاركين في المواجهات بعد أن لجأ العديد منهم إلى الاختباء في منازلهم وتلقي الإسعافات بعيدا عن المستشفى مخافة الاعتقال، في الوقت الذي كان فيه الحديث عن إغماءات في صفوف بعض النساء والتلاميذ. وسجلت في أعقاب ذلك صور فوضى وعبث وتخريب طالت ثلاث سيارات أمن ودراجة نارية لأحد رجال الأمن الدراجين ، كما تم اقتحام دائرة أمنية بالمنطقة وبعثرة كل محتوياتها ، وإضرام النار في وسط الشارع العام في حاويات أزبال وأشياء أخرى ومن دون إلحاق أضرار بالمحلات والمتاجر التي أغلقت أبوابها قبل اندلاع المواجهات. واضطرت قوات الأمن إلى عزل النقط التي عرفت التصعيد حيث تم وضع حواجز بشارع المدارس الذي شلت فيه تماما حركة المرور، كما تم قطع الطريق الرابط بين حي سيدي يوسف بن علي وباب أحمر . وبحسب مصادر مطلعة فقد تم اعتقال أزيد من ثلاثين محتجا ممن تتهمهم السلطات وتعتبرهم من متزعمي ومؤججي المواجهات حيث تم إطلاق سراح بعض الموقوفين فيما تم الاحتفاظ بسبعة منهم إلى حين استكمال مساطر التحقيق معهم . وبعد مناوشات ورشق بالحجارة من طرف مراهقين خلال فترة قصيرة من اليوم الموالي في اتجاه قوات الأمن التي تمكنت بسرعة من احتواء الأمر ، عاد الهدوء والوضع إلى حاله الطبيعي إلى أحياء سيدي يوسف بن علي منذ يوم السبت الماضي ، هدوء مشوب بالحذر، حيث مازالت تعيش المنطقة تحت مراقبة أمنية مشددة فيما دوريات أمنية تجوب مختلف النقط والأزقة الحساسة التي كانت مسرحا للمواجهات.