بلغت حصيلة المصابين من القوات العمومية خلال مواجهاتها مع محتجين ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء بمراكش، مساء أمس الجمعة 28 ديسمبر، 64 مصابا، منهم أربع حالات إصابتهم متفاوتة الخطورة، بينما بلغ عدد الجرحى في صفوف المحتجين الذين دخلوا مستعجلات مستشفى ابن طفيل، 12 مصابا، حالتهم متفاوتة الخطورة، في القوت الذي فضل العشرات من المصابين تضميد جروحهم داخل بيوتهم، حتى لا تمتد إليهم يد الاعتقال. إذ تحدثت بعض المصادر عن العشرات من المعتقلين، في القوت الذي أكد بيان وزارة الداخلية أن عدد المعتقلين هو 30 شخصا. وكانت قوات الأمن والقوات المساعدة قد استعملت الهراوات، ضد المحتجين بأحياء سيدي يوسف بن علي، والذين دخلوا في مواجهة مع القوات العمومية، حيث رشقوها بالحجارة بكل من شارع المصلى وشارع المدارس، قبل أن يختفوا داخل الأزقة. وعند ملاحقتهم من قبل القوات، يتم رشقها بالحجارة من فوق أسطح المنازل. الشيء الذي جعل القوات الأمنية تستعين بالجرافات داخل الأزقة، وتحتمي تحتها من الحجارة. وقد اضطرت القوات الأمنية إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه من أجل مواجهة المحتجين، فيما وصلت إمدادات أمنية من إقليمالحوز، قدرتها مصادر بعين المكان بحوالي 200 من القوات المساعدة، إضافة إلى 150 من الدرك الملكي، بقيت مرابطة ومتأهبة غير بعيد من مناطق المواجهات. وكان سكان أحياء سيدي يوسف بن علي، قد خرجوا في وقفات ومسيرات احتجاجية منذ أزيد من شهر، منددين بارتفاع أسعار فواتير الماء والكهرباء، ومطالبين برحيل مصطفى الهبطي المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش. إلى ذلك، فإن الأحياء الشعبية بمنطقة سيدي يوسف بن علي، ظلت طيلة ظهر الجمعة وحتى ساعات متأخرة من الليل، تعرف غليانا في صفوف الساكنة، حيث تم تنظيم مسيرة قوامها 2000 شخص، تجوب الشوارع والأزقة الضيقة داخل الأحياء الشعبية بالمنطقة، والتي لم تتمكن القوات العمومية من اقتحامها، حيث ظلت ترابط في أهم الشوارع المؤدية إلى مناطق الاحتجاج. وفي الوقت الذي كانت جميع القوات الأمنية تحاول إخماد احتجاجات ومواجهات ساكنة الأحياء الشعبية بمنطقة سيدي يوسف بن علي، خرجت مسيرة قوامها أزيد من 1000 محتج، وفي حدود الساعة التاسعة ليلا، من أحياء "ديور المساكين" والوحدة الخامسة بمنطقة الداوديات، وهي المسيرة التي كانت تطالب برحيل المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، كما ندد المحتجون بغلاء المعيشة، مطالبين برحيل والي المدينة و الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران. وكان لافتا للانتباه أن هذه المسيرة التي جابت أهم شوارع الداوديات لم تتعرض إلى العنف من قبل قوات الأمن.