تحولت الجلسة الشهرية للمساءلة حول الأمن الغذائي الجمعة الماضية بمجلس المستشارين إلى ما يشبه اضطرابا سياسيا بعد وابل الرسائل التي وجهها رئيس الحكومة أثناء التعقيب واعتبر فريق الأصالة والمعاصرة أنه معني بها مباشرة. وقال بنكيران إن الحكومة تغامر بشعبيتها وستمضي في الإصلاحات ولو أدى ذلك إلى سقوطها مضيفا أنها على أتم الاستعداد لدعم من يريد العمل والإنتاج والتقدم بالبلاد، داعيا المعارضة إلى إسداء النصح والاقتراح وتصويب العمل الحكومي. وجدد التأكيد أن الحكومة ستنجح في برنامجها الذي يروم تقويم الاختلالات التي أدت ثمنها الطبقات الفقيرة، ولن تثنها عن ذلك الحروب التي تشنها عليها جهة معنية عبر الصحف والإذاعات وكانت بالأمس القريب متحكمة في البلاد وأخرجت الناس في 20 فبراير ليضيف «راه المغاربة عارفين الحزب اللي كانقصد». إثر ذلك بدأت الهمسات تتبادل بين أوساط أعضاء فريق الأصالة والمعاصرة كان جواب رئيس الحكومة عليها «اللي فيه الفز تايقفز»، وهو ما حذا بالأعضاء إلى بدء الانسحاب من الجلسة، وبدا أن التوقيت كان مناسبا لرئيس الحكومة لينتصر لإدريس الأزمي الوزير المنتدب المكلف بالميزانية والذي كان قد تعرض قبل ثلاثة أيام لتهجم من طرف حكيم بنشماس الذي قال له في لجنة المالية «أنت ضيف عندي هنا»، وفي هذا السياق كان جواب رئيس الحكومة لبنشماس وهو بصدد الانسحاب «تعلم تحترم الوزراء، غدا قد تصبح وزيرا ويُفعل لك أكثر مما تفعل، وما فعلته مع وزير الميزانية ليس من حقك» ليمضي قائلا «لن تهزمونا بالصحف والإذاعات». وأوضح عبد الإله بنكيران أن الانتخابات الجزئية التي جرت في عهد الحكومة الحالية لم يطعن فيها أحد حيث تحرص على أن يصل إلى المقاعد الذين يستحقونها، داعيا إلى عدم التشويش على العمل الحكومي والحكم عليه بعد ذلك بالنجاح أو الفشل. وعودة إلى موضوع الأمن الغذائي أكد بنكيران أن الحكومة استرجعت 12 ضيعة من الجهات التي لم تحترم الالتزامات، فيما يعرف المغرب مردودية مهمة تصل الاكتفاء الذاتي على مستوى إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء والسمك والفواكه والحوامض والخضر والزيتون والتمر والحليب والبيض، فيما يتم استيراد ما يهم الحاجيات على مستوى الحبوب ب 30 في المائة والسكر ب 50 في المائة والزيوت النباتية بما يفوق 70 في المائة. وأبرز أن الفلاحة تمثل 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام يشغل 4 ملايين من سكان البادية ويعد مصدر عيش 80 في المائة من هذه الساكنة. أما الصيد فهو يشغل 170 ألف شخص بشكل مباشر و490 ألف بشكل غير مباشر ويعتبر مصدر عيش 3 ملايين نسمة، وبالنسبة للمعطيات الخاصة بالكميات المصطادة فإن 36 في المائة منها يوجه للاستهلاك و12 في المائة للتعليب و28 في المائة للتجميد.