واصلت مساء الأربعاء غرفة الجنايات باستئنافية الرباط برئاسة الأستاذ الحفايا جلستها الرابعة للنظر في قضية كوماناف، المتابع فيها توفيق الإبراهيمي وستة متهمين آخرين متعوا جميعا بالسراح المؤقت، حيث إن النيابة العامة لم تعترض في الجلسة السابقة على ملتمسات السراح لخمسة متهمين كانوا قد اعتقلوا منذ شهر يونيو الماضي بعد صدور بلاغ تضمن اتهامات امتدت إلى المس بأمن الدولة الداخلي، وهي التهمة التي أُسقطت فيما بعد. واستمعت المحكمة خلال هذه الجلسة لأجوبة ستة متهمين بشأن فحوى المكالمات الهاتفية التي كانت موضوع تنصت وبحث قضائي، حيث استعرض ممثل النيابة العامة مضامين تفاصيل المكالمات طالبا من الأظناء إعطاء أجوبة بشأنها والتي سبق أن نشرناها والمتمحورة حول الاهتمام بأحداث البواخر المغربية الراسية بميناء سات والميناء المتوسطي ومدى السعي لتحريض العاملين بها، وتأسيس الإبراهيمي شركة في ظل أزمة كوماناف وكوماناف فيري، واستيقاء المعلومات من اجتماع المجلس الحكومي، ومدى عدم السماح لشركة إيطالية بالشروع في استغلال الخط البحري الرابط بين مدينة ست الفرنسية وطنجة، وكذا إعطاء مغزى لعبارات وكلمات: »شوف يعلنون الحرب عليهم«، »عرقلة«، »تهييج«، »لن نتحرك من هنا مهما كانت العواقب«، »هناك خلية أزمة تشتغل على الملف«، »ما المقصود بالتعليمات« . كما كانت المحكمة قد وجهت للمتهمين أسئلة عن فحوى عبارات »منطلعوش لهديك طنجة نفركعوها« و»نريبوها .. ونشعلو العوافي تما«، »نطلعو نقلبو ذاك الشي راه خدامين تما«، »راه خاص العافية تشعل«، »بلغ سلامي للإخوان...إ لخ. وجدد المتهمون ما نسب إليهم، وأكدوا أن بعض الكلمات الواردة في مكالماتهم هي من باب المبالغة والضحك والحماس والكلام العادي، وأن مواكبتهم للبواخر المحجوزة بميناء سات يندرج إما في سياق مهامهم أو اهتمامهم لإيجاد مخرج للأسطول البحري المغربي وإنقاذ 1500 عامل وأن المعلومات كانت متداولة عبر وسائل الإعلام أو من خلال الاجتماعات.. إلخ. في هذا السياق أكد المتهم الإبراهيمي أنه ساهم في الإعداد لاجتماع مجلس الحكومة، وأن ممولين كانوا ينتظرون مآل هذا الاجتماع حرصا على استرجاع أموالهم... مضيفا أنه اهتم بهذا الملف منذ ماي 2011 وكان يتلقى مكالمات كثيرة حول تطور القضية والسعي لإيجاد مخرج وإنقاذ الشركة قبل فوات الأوان، خاصة وأن عدم اشتغالها في فصل الصيف سيُفضي إلى »موتها«، مشيرا إلى أنه لم يسمع بالمكالمات الهاتفية المجراة مع مسؤولين من بينهم وزير النقل والتجهيز... وعند إدلاء دفاع المتهم برسالة بريدية إلكترونية موجهة من توفيق الإبراهيمي وعبد المولى إلى وزير التجهيز بشأن مقترح إنقاذ شركة »كوماناف« أكدت المحكمة ضمَّها (الرسالة) إلى الملف بعد عرضها على النيابة العامة، وأخرت النازلة ليوم 19 من الشهر الجاري لمواصلة مناقشتها .