رحبت غالبية صحف الشرق الاوسط بوصول رئيس اسود الى البيت الابيض ، ولكن بعضها طرح تساؤلات حول قدرة باراك اوباما على احداث تغيير جذري في السياسة الاميركية بالمنطقة. وتصدر خبر فوز المرشح الديموقراطي في الانتخابات الاميركية، الصفحات الاولى لمعظم صحف المنطقة, سواء تلك الصادرة في دول حليفة للولايات المتحدة مثل ، مصر ، او المناوئة لها مثل ايران. وعنونت صحيفة «الأهرام»، الحكومية المصرية ،« اوباما يعيد كتابة التاريخ الاميركي», بينما جاء عنوان صحيفة «اعتماد مللي» الايرانية «تغيير تاريخي: اول رئيس اميركي اسود ». والعنوان نفسه تصدر صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية ، الواسعة الانتشار، التي كتبت «اوباما, اول رئيس اسود في البيت الابيض». ولكن عددا من صحف الشرق الاوسط طرح تساؤلات جدية حول قدرة الرئيس المنتخب على تغيير سياسة سلفه جورج بوش. البديل: السياسة الأمريكية تقوم على ضمان تفوق اسرائيل واكدت صحيفة «البديل»، المصرية المستقلة ، ان التغيير لا يعتمد على لون البشرة, مشيرة الى ان السياسة الاميركية تقوم على «ضمان تفوق اسرائيل على كل جيرانها العرب ، وحصولها على النفط باسعار مقبولة». يجب ألا ننجر لتفاؤل غير محسوب من ناحيتها ، حذرت صحيفة «الرياض» السعودية ، العرب والمسلمين من التعويل على تحدر اوباما من اب كيني مسلم ، وكتبت «عربيا واسلاميا ، يجب الا ننجر لتفاؤل غير محسوب, فأوباما لن يفرش سجادة صلاته باحد المساجد, او يعلن اسلامه, او يعادي اسرائيل ، ويسحب قواته من بقاع العالم الملتهبة مثل العراق وافغانستان». محو الصورة السوداء لأمريكا اما في لبنان ، فتساءلت صحيفة »السفير»، المقربة من الاقلية النيابية ، «ماذا سيفعل باراك اوباما لمحو الصورة السوداء التي خلفتها الادارات الاميركية السابقة لاميركا خارج حدودها؟». تصديق السذج بالمقابل كتبت صحيفة «النهار»، المقربة من الاكثرية النيابية ،«وحدهم السذج يصدقون ان انتخاب باراك اوباما ، الافريقي الاصول ، والديموقراطي الحزبية, هو بمثابة انتصار للقوى التي اصطدمت بالولايات المتحدة في المنطقة او خارجها مثل ايران, سوريا, فنزويلا» كيهان: وصول صقر مقنع بقناع حمامة وفي ايران ، التي تعاني من تداعيات العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الاممالمتحدة بسبب البرنامج النووي الايراني المثير للجدل, والتي تحدث اوباما عن امكانية التحاور معها, عنونت صحيفة «كيهان» المحافظة المتشددة ، صفحتها الاولى ب«وصول صقر مقنع بقناع حمامة"». وكتبت الصحيفة ان فكرة الحوار مع ايران «تشكل تكتيكا معاديا, فهي لا تعتبر المفاوضات وسيلة للتوصل الى حل بل (...) لممارسة مزيد من الضغط على ايران». رسالات : على أوباما تغيير لهجته اما صحيفة «رسالة » الايرانية المحافظة ، فقالت «اذا كان اوباما لا يريد تكرار اخطاء الرئيس الاميركي السابق ، فعليه ان يسعى الى تغيير العلاقات عبر القنوات المناسبة ، وعبر تغيير لهجته». دمشق تريد آذانا تسمع... وفي سوريا ، التي توترت العلاقات بينها وبين ادارة بوش منذ الاجتياح الاميركي للعراق في2003، لم تستبعد صحيفة «الثورة» الحكومية ، حصول تغيير في السياسة الاميركية. وكتبت الصحيفة ان «سوريا عقل منفتح للحوار ، ويد ممدودة للسلام والتعاون والبناء (...) من الطبيعي جدا انها تنتظر التغيير في السياسة الاميركية التي عانت خلال السنوات الثماني الماضية (...) سوريا تتوقع التغيير على هذا الخط مبدئيا, يعني ان تحل في الادارة الاميركية آذان تسمع ، وألسنة تقول الحقائق ، ورغبة تفعل من اجل السلام والتنمية» غزوة أوباما... من ناحيتها ، قالت صحيفة «الحياة» ، الصادرة بلندن ، في افتتاحيتها، «اغلب الظن ان زعيم القاعدة (اسامة بن لادن) لم يكن سعيدا. ليس بسيطا ان تحيل اميركا الى التقاعد الحاجز العنصري (...) هل نبالغ اذا قلنا ان غزوة اوباما لقلوب الاميركيين والبيت الابيض, ولقلوب الملايين من سكان القرية الكونية خارج بلاده, تشكل ردا قويا وعنيفا على غزوتي نيويورك وواشنطن؟», في استعارة للوصف الذي يطلقه تنظيم «القاعدة» على اعتداءات11 شتنبر2001 .