يضع البعض ممن لا يفترون عن الحماس في الدفاع عن الخيار الديموقراطي هذه القنلعة جانبا و يهرولون إلى إصدار الفتاوى حينما يفضي الخيار الديموقراطي إلى نتائج معاكسة لمواقفهم ، و يقدمون بذلك صورة سيئة جدا لفهمهم للديموقراطية ، إن الديموقراطية بالنسبة إليهم لا تعدو عصا غليظة يرفعونها وقت يحتاجون إلى تخويف الآخرين وهم بذلك يسيؤون إلى أنفسهم قبل أن يسيؤون إلى الديموقراطية أو إلى الآخرين . و بكل تأكيد فإن ما صدر عنهم فيما يتعلق بانتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال باعمال كامل و تام للخيار الديموقراطي و باجماع وسائل الإعلام الوطنية و الدولية كان ليس محل شفقة من طرف جميع الاستقلاليين و الاسقلاليات و الرأي العام الوطني بل كان محل ازدراء و سخرية ومما أكد أن المسألة في الجوهر تفتقد إلى افتقاد أمثال هؤلاء إلى التربية الديموقراطية الحقيقية و حينما يكون الشخص فاقد لهذا الشرط يصعب وضع المسألة الديموقراطية موضوعا للنقاش معه لأن الأمر يتحول إلى مزايدات رخيصة جدا . وفي هذه الحال لم يكن الاستقلاليون و الاستقلاليات إلى عقد اجتماع لأعضاء مجلسه الوطني و يضطر اكثر من تسعمائة مواطن و مواطنة إلى شد الرحال لمسافات طويلة و لم تكن الحاجة إلى تنظيم عملية إنتخابية سليمة و شفافة و نزيهة ، بل كان ممكنا بل ضروريا أن يتم الاكتفاء بأن يمتثل الاستقلاليون إلى رغبة هؤلاء و قد ممكنا أن يخاطبون الاستقلاليين بواسطة البريد و يشيرون عليهم بما يخدم قناعاتهم ، و إن كنت شخصيا أنه حتى في حالة إعمال هذه التفاهة فإن اصحاب الحال لن يكونوا في حالة رضى . أخاف أن يكون الأمر يتعلق بحالة مرضية مزمنة جدا وعلى كل حال ..........الله يهدي ما خلق .