قال باحثون إن عوامل مثل الخوف والقلق والعزلة الاجتماعية خلال الطفولة تمنع اليافعين من الانخراط فى عالم الجريمة حتى بلوغ سن الرشد، مشيرين إلى أن تأثير ذلك يخف بعد تخطى الواحد فيهم سن الواحد والعشرين. وأجرت الدكتورة جورجيا زارا من جامعة تورين الايطالية و الدكتور دافيد فارنغتون من جامعة كمبريدج البريطانية دراسة من أجل معرفة ما إذا كانت العوامل الاجتماعية خلال سنين الطفولة تدفع الطفل فى ما بعد للانخراط فى عالم الجريمة. وتابعت الدكتورة زارا السلوك الاجتماعي لحوالي 400 من الأطفال الذكور فى لندن ممن شاركوا فى دراسة أعدتها جامعة كمبريدج تتراوح أعمارهم ما بين 8 و10 سنوات وآخرون أعمارهم ما بين 48 و50 عاماً، ثم قسمت زارا والفريق التابع لها هؤلاء إلى ثلاث مجموعات حيث تبين أن الشعور بالخوف والانزواء يمنع الاطفال من التورط فى أعمال عنف خلال مرحلة المراهقة ولكن هذا «الرادع» يتوقف بعد تخطى الواحد فيهم سن الواحدة والعشرين. وخلصت زار فى الدراسة إلى أن التصرفات العدائية للناس يمكن التكهن بها من خلال مراقبة سلوكهم مرحلة الطفولة. ودعت الباحثة إلى معالجة المشاكل النفسية والاجتماعية للأطفال واليافعين قبل مرحلة البلوغ ومساعدتهم على حل المشاكل التى يعانون منها فى هذه المرحلة تداركاً لمواجهتهم مشاكل قد يصعب السيطرة عليها فى المستقبل.