بلغت تكلفة حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية حدا ، جعلها الأغلى بين الحملات الرئاسية بتاريخ البلاد , حيث تتركز الآونة الأخيرة على الإعلانات التلفزيونية. ويتوقع مركز سياسات رد الفعل ذالذي يراقب مواضيع من هذا النوع- أن يقترب من ربع تريليون دولار, الإجمالي النهائي الذي ينفقه مرشحا الحزب الجمهوري ، جون ماكين, والحزب الديمقراطي ، باراك أوباما , وجماعات المصالح الخاصة المرتبطة بهما. وتمول تبرعات المؤسسات الاقتصادية , وخصوصا شركات وول ستريت، جزءا كبيرا من هذه الحملة. فقد قدمت غولدمان ساتشز , وجيه بي مورغان تشيس , وسيتي غروب, مئات آلاف الدولارات لكل مرشح، وتبرعت ميريل لينش , بحوالي 350 ألفا لحملة ماكين وحدها. كما قدمت هوليوود أموالا بهذه الحملة خصوصا لأوباما, الذي جمع , في شتنبر تسعة ملايين دولار، في مناسبة لجمع الأموال استضافتها الممثلة والمغنية الأميركية باربرا سترايساند. وتسعى الحملتان كذلك للحصول على تبرعات من مئات آلاف الأفراد عبر رسائل البريد المباشرة وعبر مواقع الحملتين على الإنترنت , ومواقع الشبكات الاجتماعية، لكنها ضئيلة للغاية إذا ما قورنت بضخامة تبرعات الشركات. وقالت المديرة التنفيذية لمركز سياسات رد الفعل , شيلا كرومولز , إن المواطن العادي لا يقدم تبرعات للحملات الانتخابية، مشيرة إلى أن نسبة قليلة من الأميركيين تتراوح بين 5% و10% على أقصى تقدير يقدمون تبرعات سياسية. ويذهب جزء كبير من هذه الأموال إلى الإعلانات التلفزيونية التي ينفق عليها المرشحان في المتوسط 1.4 مليون دولار يوميا، وتعد حملة أوباما الأكثر إنفاقا حتى الآن. وأضافت كرومولز أن أوباما جمع 150 مليون دولار في شهر واحد، وأن ذلك يمثل نحو نصف مما جمعه المرشح الديمقراطي للانتخابات السابقة ، جون كيري , خلال حملته كلها، بينما جمعت حملة ماكين 132 مليونا خلال أكتوبر المنصرم.