مرثية الجدة الظلام لا يرى غير الظلام ، الولد يتلذذ الدفء تحت فراشه ، وجدة خدشتها التجاعيد تدندن : . ) غبار في القلب وعشب نبت أسفل العينين من سيلان البكاء (1 وهي تتعب، تضع رأسها فوق مخدتها الخضراء ، تتنهد طويلا ، وتناااام ، وكثيرا ما تفتح عينيها كي تتأمل الظلام الذي لا يرى سوى الظلام . ساق القصبة منذ استقطعت البنت قصبة ، ودبرت للولد نايا ، لم يجد حينها سوى أصابع صغيرة تلاعب الثقوب ، فيصدر عن الناي صفير من الفوضى . أصابع الطفل نحيفة ، تنشف في الخريف ، ناعمة في الربيع ، وتعرق صيفا ( ، ولاشيء في رحم الدار غير بقايا رائحة الغنم ، سحب من الذباب ، دجاج ينقر الروث ، وحمار ينهق أحيانا . الجدة تكره أنين الناي، تستوقف الطفل بحركة صارمة من عكازها ، وكادت تنتزعه منه ، كاد يبكي، وكاد يتمرغ في التراب كالجحش . رقصة الديك الصباح لا يرى غير الصباح، الطفل يختبئ في جلابيته، الأب يخرج لسان الديك ، يذبحه بسكين حاف ، ينقذف الدم سخيا، يتطاير الغبار، ويموت الديك بهدوء بعد رقصة سكرانة . فوق العتبة حكت البنت للولد حكاية الدجاجة التي تبيض ذهبا ، ضحك الولد ، سمعا صفارة حارس المدرسة، وهرعا للفصل مذعورين . المعلم صارم كالدركي، يدخن كثيرا، وله مسطرة من حديد، تؤلم أظافرنا كثيرا في الشتاء إيقاع الجسد الضفادع تنق، تحسس الولد شفتيه، كانتا شبه منتفختين وباردتين ،أخرج الناي من قب جلابيته، نفخ فيه، لاعبت أصابعه الثقوب المتساوية،وصدرت لحون حزينة كالمراثي . ( واحد البنت كانت مخبية ورا واحد الشجرة كتسمع للناي ، شوية ووتبكي ، شوية أ وتجذب وتطلق سوالفها بحال البكا ورا الميت ، ولكن خافت من عكاز جداتها العمية) انتبهت البنت ، اتجهت صوب عين الماء كي تملأ قلتها، و وحده الطفل، ينفخ في الناي، ويتأمل جسد البنت يتموج في فراغ الظهيرة . مرثية الجدة جدته التي أكلتها التجاعيد والحزن ، تتكوم في ركن حالك، تئن كما الناي وتدندن: ) غبار في القلب وعشب نبت أسفل العينين من حرقة البكاء ( 1- مقطع من أغنية أمازيغية