من الصعب تجاهلُ اسمِ "سعيد بنسعيد العلوي" في المشهد الثقافي المغربي خاصة، فهو من الأسماء الفكرية البارزة من جيل التنوير الذين انشغلوا في مجموع كتاباتهم الفكرية والفلسفية بسؤال التحديث في وطننا العربي، أمثال: عبد السلام بنعبد العالي وسالم يفوت ومحمد سبيلا وكمال عبد اللطيف... انفتح سعيد بنسعيد العلوي في الآونة الأخيرة وهو القادم من مجال العلوم الإنسانية على مجال الكتابة الروائية، وذلك بإصدار روايته الأولى بعنوان: "مسك الليل" (2010)، أما روايته الثانية فوسمها ب"الخديعة" (2011)، لينضاف بذلك الصنيع الفني إلى قائمة المفكرين المغاربة الذين استهوتهم الكتابة السردية، سواء ما تعلق منها بمحكي الحياة (محمد عابد الجابري، وأحمد التوفيق، عبد الإله بلقزيز)، أو بالرواية كتخييل (عبد الله العروي، وبنسالم حميش، عبد السلام حيمر، حسن أوريد....وغيرهم). ومن هذا المنطلق، فإن التوقف عند شخصية سعيد بنسعيد العلوي روائيا، سيكشف لا محالة جوانب مهمة من انشغالاته الفكرية الملحة والمركزية، وقد أخذت هذه الجوانبُ طريقها إلى التبلور والتشكل من خلال عوالم الرواية الرحبة... ولمقاربة هذا الموضوع، وإضاءة مختلف أبعاده الجمالية والثقافية والسياسية والفكرية، سنتوقف عند مجموعة من المحاور التي نركبها من خلال المستويات التالية: