بعد التحية والسلام، والاحترام الواجب لكِ، أرى من المفروض أن أرفع إلى مقامكِ السامي عصارة تجربة تفوق ثلاثة عقود في رحابكِ الفسيحة التي انفتحت أمام عاشقي الكلمة المكتوبة ، ومتَيَّمي الكلمة المسموعة والمرئية أجيالٌ تسابقوا وتدافعوا من أجل خدمتك والتعبير عمها يكنُّونه لك من حب وتقدير، لكن يوجد من بينهم عدد غير قليل من الانتهازيين والوصوليين ، وأيضا من »البَّانْدِيَة« ، و»الشلاهبية« الذين يُقَبِّلون الكتف هم الذين يعرفون جيدا من أين تُؤْكَل الكتف، وبارعون في كيفية أَكْلِ الكتف إنهم ، ياصاحبة الجلالة، خدّامك الذين يتظاهرون بالوفاء ، يضمرون ما يريدون ، ويبدون ما يشاؤون؛ يومنون ببعض ويكفرون ببعض؛ يأخذون باليمنى واليسرى وبكلتا اليدين ؛ لا يشبعون ولا يقنعون ؛ جيوبهم كما بطونهم تقول هل من مزيد أيّ صحافة وأيّ صحفيين؟ بعض خدامك ، ياصاحبة الجلالة، يتغاضى عن الحقيقة ويتحاشى كل السبل المؤدية إليها ؛ تراه يَسْبَحُ وَيَسِيحُ، طُولاً وعرضا، في فضاء الكذب والنفاق البعض الآخر يتقاضى مقابلاً لِما يقدمه من عمل بدعوى أن أجره لا يكفي لتلبية الحاجيات سلامٌ على الاتفاقية الجماعية ومن تمّ فكل الطرق تؤدي إلى الحفرة حُفْرة الانحطاط والابتذال والسَّفَه هناك نماذج من زمرة »الجبهة الصحيحية« تطلبها ، بكل وقاحة، رشوةً خالصة من دون أن يَرِفّ لها جفن أو يَحْمَرّ لها وجه، وفئة متخصصة في جنس الابتزاز والتكسير والتحطيم لا تُراعي فيكَ إلاًّ ولا ذِمَّة لا أخفيك صاحبة الجلالة ، أن عددا مِمَّن ينتمون إلى إمارتك الفاضلة، دخلوا رحابها، في غفلة، ب»سبّاطهم« ، بدون باسم الله ، وبدون مراعاة حرمة »رجال البلاد« الذي يحرسونك ويذوذون عن حماكِ ، وآخرون أُسْقِطوا بمظلات ، وثُلَّة من الرُّحَل ومن الأشباح ، ومن كل فَجٍّ عميق منهم من أصبح صحفيا في سبعة أيام ، ومنهم من حاز على الصفة في أقّل من عام لقد تَشابَهَ الصحفي علينا، والتبس الوضع أمامنا الغريب أن أقلامهم وأصواتهم وصورهم تسعفهم في الحديث ، مُطَوّلاً، عن الديموقراطية ، والتنمية، والشفافية، والمسؤولية والأغرب مناداتهم بالمحاسبة والمكاشفة والحكامة، والمثير في الغريب الأغرب مطالبتهم بالمساواة ، وضمان حقوق المواطنة ، ومجتمع الحداثة ثَالِثَةُ الأثافي، ياصاحبة الجلالة، وجودُ غرباء لا أحد يعرف كيف حطُّوا بفضائك ، وتائهون في الخلاء ضَلُّوا الطريق وتسرّبوا إلى رحابِكِ إعلامٌ مخدوم لا يمكن أن يخدم الحقيقة ولا الوطن ولا المواطن إعلامٌُ مرتشي لا تنتظر منه الالتزام بالقضايا الكبرى والدفاع عنها إعلام مريض لا يستطيع مقاومة مختلف الأمراض المنتشرة في كل مكان إعلام عاجز ليست له القدرة على القيام والانتصاب لمواجهة الفساد إعلام يفتقد المناعة كيف يمكنه أن يكون سداًّ منيعا لمجابهة التحديات إعلاميون يضعون مصالحهم، التي يسعون إليها بجميع الوسائل ومن جميع الطرق، فوق كل اعتبار لا تنتظر منهم القيام بأيّ شيء إلى قيام الساعة إعلاميون أصبحوا أغنياء في يوم وليلة بدون أن يعرقوا وينشفوا؛ تراهم يهرولون وراء صاحب شكارة أو نفوذ، يرفعون قيمته فوق القمم ويجعلون منه زعيما وقائدا بالطبل والغيطة حتى تشابَهَ الزعماء علينا إعلامٌ وإعلاميون في متاهة البحث عن السراب أيُ إعلام وأيّ إعلاميين ياصاحبة الجلالة المُفْتَرَى عليها ؟ كمشة هنا ، وكمشة هناك لحسن الحظ أن الأمر يبقى منحصرا في كمشة، لكن حُوتاً واحدافاسدا يكفي لإفساد الباقي هنا يوجد أولاد الناس elrharihammadi@ yahoo.fr