نعم للجوع... لا للركوع. بهذه العبارات ذات كل معاني الصمود والتحدي استقبل الشيخ الثمانيني أبو عبد الله في خيمة الاعتصام برام الله وفد الإعلاميين الرياضيين العرب الذي يقوم بزيارة خاصة إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بدعوة من اللجنة الأولمبية الفلسطينية في إطار إحياء الذكرى 64 للنكبة . أبو عبد الله وهو والد أحد الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال الصهيوني، رغم ضحالة جسده المتعب والمنهك من أثر الإضراب عن الطعام الذي دخل فيه منذ عشرة أيام تضامنا مع الأسرى المعتقلين والمضربين عن الطعام منذ 78 يوما، أبى إلا أن يتحدى عامل السن والقهر الصهيوني ويقف إلى جانب أبناء وطنه حتى ينالوا الحرية من السجون الإسرائيلية . أبو عبد الله ومعه عدد كبير من الأسرى السابقين المحررين في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مقابل الجندي جلعاد شاليط ، يؤكدون أنهم مستعدون للموت تضامنا مع زملائهم السابقين في سجون الاحتلال الإسرائيلية، معربين عن سعادتهم بزيارة الوفد الإعلامي العربي الذي تمكن من فك الحصار عنهم والوقوف إلى جانبهم والتضامن معهم، آملين أن يصل صوتهم إلى العالم لتحقيق الحق وإزهاق الباطل . وفي تصريح ل "العلم" قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس الذي كان موجودا في خيمة الاعتصام إن 14 أسيرا معزولون في زنازين منفصلة، ومنهم من لم ير أسرته ولم ير النور منذ 12 عاما، ومنهم من أمضى أكثر من 30 عاما في السجن، ومما ذكره الأسير المحرر نائل البرغوثى الذى أمضى 33 عاما ونصف العام في الأسر، وأفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في مقابل الجندي جلعاد شاليط، أن بعض زملائه أصبحوا مقعدين لا يتحركون إلا على الكراسي ولا يستطيع الواحد منهم أن يدخل الحمام منفردا، ومنهم من يعاني أمراضا مزمنة قاتلة مثل الأورام السرطانية والقلب وغير ذلك . كما أكد والد الأسير ثائر حلاحلة في تصريح مماثل أن ابنه ما يزال صامدا ومقاوما ومتحديا سجانيه مؤمنا بعدالة قضيته وباقي زملائه . . مضيفا أنه مستعد للموت على أن يركع للصهاينة ويتراجع عن حقوقه . وكشف الوالد حلاحلة أن عروضاً إسرائيلية قدمت بإبعاد ابنه ثائر ورفيقه في الإضراب عن الطعام بلال ذياب، إلى ألمانيا للعلاج لثلاثة أشهر مقابل فك إضرابهم، إلا أن الأسيرين وعائلاتهما رفضتا العرض ، وشدد على أن لا خيار بإبعاد أي منهم، ورفض أي خيار يتضمن إبعادهما إلى الخارج، والعروض تتركز على الإفراج عنهم إما إلى مستشفيات في فلسطينالمحتلة عام 1948، أو إلى مستشفيات في رام الله مقابل عدم تجديد اعتقالهما الإداري . وفي الأسبوع الماضي، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماساً تقدم به المعتقلان من أجل إطلاق سراحهما من الاعتقال الإداري . وقد جاء هذا القرار على الرغم من التقارير الصادرة عن منظمة أطباء لحقوق الإنسان والتي أشارت إلى وجود خطر داهم على حياة ذياب وحلاحلة كونهما مضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن 72 يوماً . وقد أدانت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان بشدة ما آلت إليه أوضاع السجناء الفلسطينيين في إسرائيل والذين يواصلون إضرابهم عن الطعام منذ يوم 17 إبريل 2012 احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، وظروف احتجازهم والمعاملة القاسية في السجون . وقالت في بيان لها تشعر الفدرالية الدولية بالقلق بشكل خاص إزاء تدهور الأوضاع الصحية لكل من السيد بلال ذياب والسيد ثائر حلاحلة نتيجة إضرابهم عن الطعام والمعاملة القاسية التي يتعرضان لها وتعبر عن خشيتها على حياتهما . إلى ذلك ذكرت تقارير فلسطينية أن مسؤولا قريبا من المحادثات بشأن إنهاء إضراب السجناء الفلسطينيين في إسرائيل عن الطعام قال إنهم وافقوا أول أمس الاثنين على إنهاء الإضراب الجماعي بموجب اتفاق بين الطرفين . وقال المسؤول وقع السجناء الفلسطينيون مسودة الاتفاق الذي لبت فيها إسرائيل مطالبهم . وينص الاتفاق على إنهاء سياسية العزل الانفرادي خلال 72 ساعة والسماح بزيارات أسرى قطاع غزة بعد شهر تبدأ الترتيبات و تحسين شروط الحياة من مأكل وملبس وتعليم . كما نص على أن ملف أي معتقل إداري يتم الإفراج عنه من قبل الجهات القضائية، أما المعتقلين الذين لم تتوفر بحقهم معلومات أمنية لن يتم تجديد فترة اعتقالهم . يذكر أن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إضراب الأسرى عن الطعام هي أن المئات من الأسرى لم يروا عائلاتهم منذ سنين طويلة وجميع الأسرى من قطاع غزة لم تسمح السلطات لعائلاتهم بزيارتهم منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع قبل ست سنوات، كما أن المئات من الأسرى من الضفة لا يسمح لعائلاتهم بزيارتهم لأسباب أخرى أمنية، وأيضا العزل والمطالبة بإلغائه، فهناك عدد بين 12 و20 أسيرا معزولون بصورة كاملة في زنازين عزل انفرادية لا يخرجون منها إلا لمدة ساعة في اليوم وهم مقيدي الأيدي والأرجل، أما السبب الثالث فهو التفتيش الليلي الذي يتم فيه إيقاظ الأسرى والعبث بحاجياتهم .