أضحت المقالع الحجرية المتناسلة بوسط الأراضي الفلاحية لمنطقة الشاوية تشكل تهديدا مباشرا على البيئة والانسان و تتهدد النشاط الفلاحي الذي يميز المنطقة ذات الخصائص الطبيعية و المناخية الملائمة. وبالعديد من الدواوير المنتشرة بسهل الشاوية تتناقل الساكنة القروية أحاديث الأمراض المتفشية وسط الأطفال والشيوخ نتيجة التلوث الناتج عن الاستغلال المفرط و اللامعقلن للمحاجر لسطح الأرض ، و نفث أساليب الاستغلال التي تستعمل فيها المتفجرات في تسميم الهواء الذي يتنفسه السكان بجزيئات تتسبب في أمراض تنفسية و عضوية خطيرة فضلا عن التسربات السامة الى الآبار و الفرشات المائية المستغلة لأغراض السقي و الشرب. الاصابات بأعراض الحساسية على مستوى الجهاز التنفسي و العيون تحولت الى واقع معاناة يومي نتيجة ما تلفظه المقالع المتعددة بالمنطقة و القريبة من التجمعات السكنية ، و في المقابل تدهورت جودة الغلات الفلاحية و طالتها السموم المتسربة عبر التيارات الهوائية أو التربة وقد أكد فلاح بسيط بالمنطقة يستأجر أرضا ويزرعها في تصريح » للعلم « أنه مني بخسارة تجاوزت ألفي صندوق من الغلة أي ما يعادل مبلغ 50 ألف درهم نتيجة فساد المنتوج من ملفوظات المحاجر المجاورة . الانتشار العشوائي للمقالع الحجرية بتراب المنطقة دون دراسة مسبقة لتداعياتها على الوسط و الساكنة و في غياب دفاتر تحملات مضبوطة تقنن ظروف الاستغلال و مدى إضرارها بالبيئة و صحة المستهلكين والبيئة سيتفاقم تأثيره السلبي إذا لم تسارع الجهات الوصاية و في مقدمتها وزارة الداخلية و وزارة الصحة الى اتخاذ تدابير عاجلة من شأنها الحد من التأثيرات الضارة المحتملة و عزل أنشطة المقالع في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية و الأراضي الفلاحية ضمانا لسلامة الساكنة و المحيط . المقالع الحجرية أو الكاريانات التي تحولت بدورها الى نشاط ريعي يفوت بطرق ملتوية دون أخذ مصلحة و سلامة و مصير الساكنة بعين الاعتبار تحولت الى عب ء تنجم عنه العديد من المخاطر والمصائب و العاهات بدءا بالضجيج المصاحب لعملية الاستغلال نتيجة استعمال المتفجرات القوية المفعول و مرورا بالتسممات الهوائية و الغذائية التي تتسبب فيها للساكنة المجاورة و لمستهلكي الغلات الفلاحية الملوثة.