إستضاف "جوليان أسانج" مدير ومؤسس موقع "ويكيليكس" السيد "حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله اللبناني في أولى حلقات برنامج الأول الجديد "عالم الغد" على شبكة "روسيا اليوم". وأجرى "أسانج" الحوار يوم أمس عبر الأقمار الصناعية، واستهل حواره بسؤال "نصر الله" عن رؤيته ل"فلسطين" و"إسرائيل" في المستقبل، وإذا كان "حزب الله" يعتبر أنه انتصر على "إسرائيل" فهل يعني هذا تخليه عن السلاح؟ وردا عليه قال "نصر الله" إن دولة "إسرائيل" "دولة غير قانونية وقامت على أساس احتلال أراضي الآخرين، من خلال مجازر وعمليات تهجير ضد مواطني "فلسطين" من المسلمين والمسيحيين، ولذلك الحق يبقى لصاحبه ولو مضت عشرات السنين، فتقادم الزمن لا يجعل الحق باطل، وهذه هي رؤيتنا الأيديولوجية والقانونية، ونؤمن بأن "فلسطين" تنتمي للفلسطينيين، ونؤمن بأن الحل الوحيد أمام إخفاق الحلول الأخرى هو قيام دولة واحدة على أرض "فلسطين" يعيش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون بسلام في دولة ديمقراطية. وعندما أشار "أسانج" في سؤاله ل"نصر الله" عن قصف "حزب الله" المناطق المدنية، علق الأخير بقوله إن "إسرائيل" منذ نشأتها وهي تقوم بقصف واستهداف المدنيين، ولكن من جانب الحزب كان كل ما يقوم به هو مجرد رد فعل فقط لإجبار "إسرائيل" على التوقف عن قصف المناطق المدنية في "لبنان"، مُضيفاً أنه في سنة 1993 حدث تفاهم بطريقة غير مباشرة بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل" لتجنب قصف المدنيين، بمبدأ إن لم تستهدف المدنيين عندنا فلن نستهدفهم عندك، وبقيت معادلة الردع هذه لمنع "إسرائيل" من ضرب المدنيين. وعن أسباب دعم "حزب الله" للربيع العربي في "تونس" و"اليمن" و"مصر" والدول الأخرى بعكس "سوريا"، علق أمين "حزب الله" قائلا: "في الأساس نحن لا نتدخل في شئون الدول العربية، وهذه كانت دائماً سياستنا وستبقى كذلك وفي "سوريا" والكل يعرف أن نظام "الأسد" هو نظام داعم للمقاومة في "لبنان" وفي "فلسطين"، مُضيفاً: "ما ندعو إليه في سوريا هو الحوار والمصالحة وقبول الإصلاحات وتنفيذ هذه الإصلاحات.. وحزب الله تحدث إلى المعارضة السورية، ونحن نريد الحوار، والولايات المتحدة وإسرائيل تريد الحرب الأهلية". وتسائل "جوليان أسانج" المئات بالفعل قد ماتوا، أقربها نهاية الأسبوع الماضي، حيث قتل ما يزيد عن مائة شخص في منازلهم.. حتى الصحفية "ماري كولفين" التي حظيت بعشاء معها منذ سنة قتلت هناك، أنا لا أستطيع أن أفهم منطقك الذي يقول أنه لا يجب هدم الدولة تحت أي ظرف، ولكن علينا أن نقومها ونعيد صياغتها، هل سيتبقى الخط الأحمر ل"حزب الله" (بالنسبة للنظام السوري) عندما يتم قتل مئة ألف شخص.. أو مليون شخص متى ستقول أن هذا يكفي؟. وردا عليه قال "نصر الله": "منذ بداية الأحداث اتصلنا بجهات من المعارضة السورية لتشجيعها وتسهيل عملية حوار مع النظام ولكن هذه الجهات رفضت الحوار، وكل ما تريده هو إسقاط النظام.. أنا شخصياً وجدت عند الرئيس بشار الأسد استعداداً كبيراً للقيام بإصلاحات جذرية ومهمة". وعن العنف الدموي في "سوريا" أضاف "نصر الله": "إننا يجب أن ننظر إلى الأحداث هناك بعينين وليس بعين واحدة، الجماعات المسلحة في "سوريا" قتلت الكثير من المدنيين، فهناك دول تقدم المال والسلاح وتشجع على القتال في داخل "سوريا"، بعضها دول عربية وغير العربية.. وكلنا استمعنا إلى الدكتور "أيمن الظواهري" عندما دعا إلى القتال في "سوريا"، إذاً هناك مقاتلون من تنظيم "القاعدة" وصلوا إلى "سوريا" وآخرون يلتحقون أيضاً بهم من مختلف البلدان وحلوا بها ويريدون أن يحولوا "سوريا" إلى ساحات قتال.. وتابع "نصر الله": قلت قبل أيام أن هناك أطرافا عربية مستعدة للدخول في حوار يدوم لعشرات السنين مع "إسرائيل ولكنهم غير مستعدين للانتظار لسنة أو سنتين لحل الأزمة في "سوريا".. هذا أيضاً لا منطق له في الحقيقة. فيما قال "أسانج" في تساؤل حول طبيعة العلاقة بين "حزب الله" والنظام السوري: "لو لديك القدرة على التوسط بين مجموعات المعارضة والنظام السوري، في ظل ثقة الناس هذا يدل على أنك لست عميلاً ل"أمريكا" أو "السعودية" أو "إسرائيل"، ولكن ما هو الدليل على أنك لست عميلاً للنظام السوري...ما الذي سيجعلهم يصدقون أنك ستكون عاملاً لإحلال السلام؟". وردا عليه قال "نصر الله": "تجربة الثلاثين سنة من عمر حزب الله تثبت أنني صديق لسوريا ولست عميلا لها، هناك فترات كانت فيها العلاقات بيننا وبين سوريا ليست جيدة، كان هناك اختلافات.. واليوم الذين استفادوا من الوجود السوري في لبنان هم الذين يخاصموننا، نحن عندما نقول أننا مع الحل السياسي يعني هذا استعدادنا للقيام بما هو لازم لإنفاذ هذا الحل، وهو يتطلب أولاً وقبل كل شيء التراجع عن استخدام السلاح من جانب الطرفين". وبخصوص الشأن الداخلي قال نصر الله" "تحرير الأرض هو الهدف الحقيقي لنا وهذا الهدف لا خلاف عليه بين اللبنانيين وقد دخلنا الحكومة للمرة الأولى سنة 2005 ولم يكن الهدف المشاركة في السلطة وإنما حماية المقاومة وحماية ظهر المقاومة حتى لا تقوم هذه الحكومة بأي خطوة ضد المقاومة ونتجنب كل الخصومات لمصلحة هذا الهدف".