ارتقى إقليمالخميسات إلى عمالة في السبعينيات...ومنذ هذا التاريخ تعاقب على تدبير شؤونه عدد من عمال صاحب الجلالة... منهم من ترك بصماته، ومنهم من لم يترك سوى ذكريات سيئة....لكن القاسم المشترك بين هؤلاء العمال أن جلهم كانوا يتواصلون مع الجميع، ولو بنسب متفاوتة ... مع الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، ومع السكان والمواطنين كذلك، ومع مختلف الفعاليات على مستوى إقليمالخميسات... وكانوا لا يترددون في الخروج إلى بؤر التوتر، والاستماع لمعاناة السكان، ولو من باب "تطييب الخواطر" وتهدئة النفوس... لكن منذ تعيين العامل الحالي قبل أزيد من سنة على رأس العمالة، تغير الوضع، وبات اللقاء به في مكتبه أمرا يكاد يكون مستحيلا... ويمكن أن نسوق في هذا الصدد، على سبيل المثال – لا الحصر- أن المكتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ( فرع الخميسات) وضع طلبا بتاريخ 10 أكتوبر 2011 بمكتب الضبط بالعمالة، من أجل عقد لقاء مع السيد العامل، أملا في التداول حول عدد من القضايا الملحة، والى حد الآن، بعد مضي أزيد من خمسة شهور، لا حس ولا خبر...ونعتقد أن الطلب ذاته لو تم توجيهه إلى "بان كيمون"، لاستجاب له فورا... لا نريد الدخول في سجال عقيم حول الأسباب التي دفعت عامل إقليمالخميسات إلى "الاعتكاف" داخل مكتبه، والاكتفاء بإعطاء التعليمات لمدير ديوانه، الذي لا يتردد في قمع كل من سولت له نفسه طلب رؤية السيد العامل، كما حدث أخيرا مع مجموعة من المواطنين من جماعة الصفاصيف، لم يقترفوا ذنبا سوى لكونهم تحملوا عناء التنقل إلى مقر العمالة من أجل لقاء العامل وعرض معاناتهم عليه، فكان جزاؤهم الترهيب والتهديد...وبقدر ما نشفق لحال هؤلاء المواطنين البسطاء، بقدر ما نتأسف لما يقع داخل إدارة تابعة للدولة ( عمالة الإقليم يا حسرة) يتحكم فيها مدير الديوان، ويقف حاجزا منيعا بين العامل ومختلف شرائح المجتمع، من موظفين، ومنتخبين، ورؤساء مصالح خارجية، ومواطنين... وإذا كان السيد العامل لا علم له بتصرفات مدير ديوانه، فهي مشكلة، وإذا كان على علم، فتلك هي الطامة الكبرى... تعالوا نسائل السيد العامل عن المهمة الأساسية التي من أجلها عينه جلالة الملك على رأس إقليمالخميسات...لماذا لا يخرج لزيارة المرافق العمومية، وتفقد أحوال المواطنين، والاستماع إلى نبض الشارع في الأحياء الشعبية والقرى والمداشر والدواوير السكنية...؟ لماذا يتعامل بمنطق "كم حاجة قضيناها بتركها"....؟...لماذا لا يتدخل لردع مدير ديوانه الذي بسط سيطرته على مستودع العمالة، أو ما يسمى ب " البارك"...لماذا لا يتدخل لانتشال المدن والمراكز القروية التابعة لعمالة الإقليم من مظاهر التسيب والفوضى التي سارت بذكرها الركبان...في الخميسات حيث يشعر أي مواطن من سكان المدينة بالخجل، وهو يتجول مع ضيفه أو ضيوفه في الشوارع والأزقة، من تلك المظاهر المشينة، والصورة المشوهة، صور الحمير، وهي مربوطة بأعمدة الكهرباء، في ملتقى شارعي محمد الخامس وابن سينا، ولعل مثل هذه الصور تنطبق كذلك على تيفلت والرماني، ووالماس وتيداس، والمعازيز، وآيت يدين، وآيت ميمون، والصفاصيف... من المؤكد أن الأوضاع المزرية التي يعيشها السكان بإقليمالخميسات، على جميع المستويات، تطرح بإلحاح علامة استفهام كبيرة وعريضة حول المفهوم الجديد للسلطة، وتوجهات العهد الجديد، المتمثلة في سياسة القرب، والنهوض بأوضاع المواطنين، والاستجابة لانتظاراتهم، والعمل على ترسيخ السلم الاجتماعي، ومبادئ الحكامة الجيدة في الإدارات العمومية، وتسخير آليات السلطة في خدمة المصلحة العامة... نتمنى أن تصل الرسالة...ونتمنى أن تكون الآذان صاغية هذه المرة...؟