ليس غريبا أن تبادر الكثيرات منا إلى السؤال هل يوم عيد المرأة العالمي هو يوم عطلة ، فالطموح الكبير الذي تتميز به المرأة المغربية جعلها تقوم بأكثر من عمل فهي الموظفة والأستاذة والقاضية والشرطية والإعلامية وما إلى ذلك من وظائف ومهن وحرف متعددة دخلتها بجدارة لتكون فيها فاعلة ومنتجة و الى جانب هذا هي الأم والمربية والزوجة والمشرفة على بيت الاسرة، بكل ما يعنيه البيت من استقرار وسكن وحميمية وايضا وقوف طويل في المطبخ والعناية بالأطفال والإشراف على دراستهم ومتابعتهم في كل التفاصيل ،السؤال وجهته سابقا للسيدة نزهة الصقلي التي كانت على رأس وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وأجابت عنه بقهقهة وكلمة تمني .. ملايين النساء المغربيات وبالتدقيق 16،4مليون امرأة مغربية كما جاء في مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط أصدرتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يتمنين ربما لو كان هذا اليوم يوم هدنة بالنسبة لهن، يوم سفر أو يوم نزهة أو حتى خلوة مع النفس ، ليكون التأمل في واقع كل واحدة منا لتسال نفسها هل أنا ما أريد ؟ هل حققت طموحي هل أجد نفسي في ما افعل.. إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط أعلنت إذا أن عدد النساء المغربيات سنة 2011 بلغ 16.4 مليون امرأة أي ما يمثل 50.8%من مجموع السكان تعيش 41.6%منهن بالوسط القروي، وتتميز النساء القرويات بتركيبة سكانية فتية مقارنة بالنساء الحضريات، وحسب مذكرة المندوبية السامية للتخطيط دائما فان معدل النشاط لدى النساء القرويات اللواتي يبلغن 15 سنة فما فوق بلغ 36,6 بالمائة خلال سنة 2011 وهو ما يعادل نحو ضعف نظيره بالوسط الحضري (18,1 بالمائة) وأوضحت أن جل النساء النشيطات بالوسط القروي يتوفرن على عمل بينما لا توجد سوى 2,1 بالمائة منهن في وضعية بطالة. حفيظة فتاة قروية من هؤلاء درست حتى الثانية إعدادي لتعود إلى قريتها لتمارس أشغال الفلاحة والرعي كباقي قريناتها في البلدة التي تتبع ترابيا إلى جهة سلا زمور زعير، تتأسف حفيظة كثيرا على عدم إتمامها لدراستها وتعتبر الاشتغال في الفلاحة واجبا تفرضه الأسرة وبدون مقابل رغم أنها تشتغل أحيانا أكثر من 12 ساعة في اليوم، وتقول النساء في القرية يلتجئن لتدبير بعض المال إلى الرعي والنسيج والعمل في حقول تحتاج إلى يد عاملة كثيرة خاصة حقول القطاني والزيتون وبعض أنواع الخضراوات، وطموح اغلب الفتيات القرويات ينحصر في إيجاد عريس ينقلهن إلى المدينة بكل ما تعنيه لهن من رفاهية وقرب من التطبيب والتعليم للصغار وأيضا الفكاك من العمل في الفلاحة والرعي وجلب الماء ..هو حلم يتحقق للبعض منهن ويخيب للكثيرات .. معطى آخر جاء في مذكرة المندوبية السامية للتخطيط يتعلق بمعدلات الوفيات ،الذي يعد امل الحياة عند الولادة تعبيرا ملخصا لها ، فان النساء القرويات يعشن في المتوسط 6.4سنة اقل من نظيراتهن الحضريات (73سنة مقابل 79.4) ويفسر هذا التفاوت جزئيا بالارتفاع النسبي لمعدل الوفيات لدى صغيرات السن ، حيث ان 32 رضيعة من أصل 1000 بالوسط القروي تتوفين قبل بلوغهن سنة كاملة(يبلغ هذا المعدل بالوسط الحضري 22.7 في الالف اما بالنسبة للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين سنة واقل من 5 سنوات فإن هذا المعدل يبلغ 6.6 في الألف بالوسط القروي مقابل 5.1 في الألف بالوسط الحضري.. ارقام تعلن صراحة عن مشاكل بنيوية حقيقية داخل العالم القروي تتعلق بالصحة بالامية بالفقر وبصعوبة المسالك الطرقية والضحية الاولى لهذه المشاكل هي المراة القروية والفتاة القروية.