تناقل عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي ال"فيس بوك" و"تويتر" مقطع فيديو يوضح قيام عناصر ليبية مسلحة باقتحام مقبرة لجنود الجيش البريطاني تقع بالقرب من مدينة "بنغازي" شرق "ليبيا" ممن قاتلوا في شمال أفريقيا في الحرب العالمية الثانية حيث قامت عناصر من الميليشيا الإسلامية بهدم شواهد القبور وتحطيم الصلبان في الموقع. ويُسمع في تسجيل الفيديو أحد المسلحين الذين انتشروا في المقبرة يخاطب زملائه قائلا بحماس: "حطموا صليب هؤلاء الكلاب"، فيما يعتلي زميله الآخر سلما ليحطم بمطرقته نصب الصليب في المقبرة التي تحتوي رفاة 100 جندي من "بريطانيا" ودول "الكومنولث" ممن قاتلوا تحت قيادة "برنارد مونتجمري" في الجيش الثامن البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية أمس الأحد إن تسجيل فيديو ظهر مؤخرا يوضح قبورا في مقبرة عسكرية بريطانية في "ليبيا" وهي تدمر على أيدي ما يبدو أنهم عناصر ميليشيا إسلامية ويظهر الشريط التسجيلي الذي إلتقطه عناصر الميليشيا أكثر من 30 رجلا مسلحا وهم يركلون بأرجلهم شواهد قبور الجنود البريطانيين بينما أخذ رفاق آخرون لهم يحطمون النصب التذكاري المقام في المكان تخليدا لضحايا تلك الحرب. وتقول الصحيفة إن عملية تدنيس القبور سببت موجة من الصدمة والإستياء في كل من "ليبيا" و"بريطانيا" إذ وصف عضو البرلمان البريطاني "دانييل كوزينسكي" عناصر الميليشيا ب"المدنسين" في تصريحات أمام المجلس الوطني الإنتقالي الليبي المسئول عن تيسير شئون البلاد منذ الإطاحة بنظام "القذافي". فقد نشر في هذا الأسبوع بيانا على موقعه على شبكة الأنترنت قدم خلاله اعتذارا للبريطانيين عن تدمير وتدنيس المقبرة وحمل المجلس الإنتقالي مسئولية الإعتداء على المقبرة من قبل "ثلاثة من الشبان الطائشين"، وإن كان الشريط يظهر أن الهجوم كان منظما، إذ أحضر أفراد المجموعة معهم مطارق وسلما لتنفيذ الإعتداء. وفي نهاية تقرير الصحيفة، وجهت تحذيرا إلى السلطات الليبية تحثها فيه على ضرورة إلقاء القبض علي الجناة وإلا واجهت حكومة "طرابلس" التهم بأنها قد استسلمت للجماعات المسلحة وسلمت القيادة لسلطة وقوة البندقية أي المسلحين الذين عجزت عن نزع أسلحتهم رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على سقوط نظام "القذافي".