بعد سنتين من الفيضانات خلال الموسمين الفلاحيين ما قبل الأخير، والتي أضرت كثيرا بالفلاحين خصوصا الصغار، تلوح في الأفق مؤشرات سلبية في منطقة الغرب حيث تعرضت الفلاحة الى خسائر جسيمة في الآونة الأخيرة نتيجة تأخرالأمطار وبرودة الطقس .. وحسب معطيات مقدمة من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدائرة الغرب، فإن نسبة نقص الأمطار بلغ 58 في المائة، ومقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط، حيث لم تتجاوز الى حدود 20 فبراير الجاري 208 ملم، وقد تزامن ذلك مع انخفاض درجة الحرارة، إذ بلغت في الأسبوع الأول من فبراير ثلاثة تحت الصفرمماأدى إلى تكَوُن الصقيع «الجريحة»، وقد أثر ذلك على نمو النباتات، بل سجلت خسائر في بعض الأنواع الحساسة للبرودة كالنباتات السكرية التي تضررت وفق نفس المصدرعلى مساحة 14 ألف هكتار، و1400 هكتار ضاعت تماما في قطاع للبطاطس. كما أن نصف أراضي «البور» غيرالمسقية المخصصة للحبوب تضررت، فيما الباقي ممكن إنقاذه في حالة ما إذا تساقطت الأمطار في الأيام القادمة .. قطاع الفواكه خصوصا الموز والأفوكا بدوره أصيب ببعض الخسائر لكنها قليلة، لأن تطرف الأحوال المناخية حصل بعد جني 70 في المائة من المحصول حسب المصدرذاته .. ولم تسلم تربية المواشي من تأثيرات المناخ فقد تناقص الكلأ بشكل كبير، ما أدى الى ارتفاع ثمن الأعلاف، حيث يسوق التبن ب 20 درهم ل «البالة» الواحدة. غيران الفلاحة المسقية يمكن ان تستفيد من مخزون المياه المعبأة في سدود المنطقة وبالتالي التخفيف من حجم الخسائرالحاصلة والمتوقعة، فسد الوحدة يخزن وحده مليار و877 مليون مترمكعب، بنسبة ملأ بلغت 50.6 في المائة ،أما سد القنصرة فإن نسبة الملأ به تقدر ب 83.4،لكن جلها أوحال، وبنسبة 60.4 في المائة بخصوص سد إدريس الأول، وهو مخزون قادر على تأمين مياه السقي في الأراضي المسقية التي تتعدى 100 ألف هكتارفي دائرة الغرب، والحد من الأضرارفي حالة ما إذا استمرت هذه الظروف الإستثنائية.. وأفاد تقرير المكتب الجهوي للاستثمارالفلاحي بالغرب ان عدة تدابيرتم اتخاذها للتعاطي مع الوضعية، أولها إحصاء الفلاحين المتضررين، وتوفير البذورالخاصة بالبطاطس في مركزي سيدي علال التازي ،وسوق الأربعاء، بدعم من الدولة بنسبة 50 في المائة من أجل إعادة الغرس، و تسريع وتيرة الجني بالنسبة للنباتات السكرية ، وتقييم الخسائر لتقديم الدعم الى الفلاحين المتضررين، وتوفير مياه السقي..لكن هؤلاء رغم كل ذلك جد متوجسين من موسم فلاحي قد لا يكون جيدا،بعد ان تكبدوا عدة خسائر،واستثمروا أموالا مهمة في بداية الموسم. فعلى سبيل المثال الأراضي المزروعة بالحبوب بلغت مساحتها 228 ألف هكتار. أما المساحة التي خصصت للخضروات فقد تجاوزت 26 ألف هكتار، وقصب السكر5.900 هكتار، علما ان البرنامج المسطر في هذا القطاع حدد غرس 10 آلاف هكتار، لذلك فإن التدابير والإجراءات التي اتخذتها الدولة إلى حد الآن لتخفيف الأضرار لم تقنع الفلاحين، الذين يطالبون بالدعم الكافي لتجاوز هذه المرحلة، والاستعداد للزراعات الربيعية في الأراضي المتضررة .. ونشير بالمناسبة إلى أن الظروف المناخية السيئة انعكست على الخضروات التي نذرت في الأسواق، قياسا الى أوقات سابقة ، وارتفع ثمنها ما أثر على القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود..لكن المؤمل وسط ساكنة الغرب هو ان تتغير الظروف المناخية نحو الأحسن، لئلا تتكررمآسي سنتين من الفيضانات كانت قاسية على فلاحي الغرب خصوصا الصغار..