استغربت كثيرا لرد السيد بنشماش والذي أراد من ورائه در الرماد في العيون، فأنا أتفهم وضعية هذا البرلماني المهزوزة طبعا بسبب تواجده في موقع حرج جدا ، موقع يريد أن يلعب فيه دور البطولة لكن وهو العليم بخبايا الأمور وبما يجري ويدور بأن مجلس المستشارين خلق من أجل سواد عيونه وأمثاله ، للفاشلين طبعا في عرض أنفسهم على الشعب ، ليمنحهم الثقة للتحدث بإسمه . فلم نكن نعتقد في العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بان السيد بنشماس سيفقد أعصابه ويسيطر عليه الانفعال إلى درجة سب أول منظمة حقوقية مغربية تأسست في 11 ماي 1972، في وقت كان فيه التلفظ بكلمة حقوق الإنسان يقود إلى السجن أو الاختطاف أو المنفى ، فبالأحرى النضال من أجل الدفاع عنها، وإذا كان طلب فتح تحقيق في فضيحة كبرى وجه للجهات المسؤولة جعلت هذا البرلماني المحترم يتجرأ على وصف العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ب ّ العصابة" فبماذا إذن سنصف الذين سرقوا إرادة الشعب وأجهزوا على مكتسباته ، ونظروا لجمعيات أو لحركات أسسوها في مراكز رياضة القنص للتدرب على اصطياد الفرص ورسم الخرائط ، وتعبيد المسالك للسطو على مؤسسات الدولة ، والتحكم في سلط القرار؟ وبماذا نصف من خططوا لمغرب يسود فيه حزب الدولة، واتخذوا النظام التونسي نموذجا لهم وبنوا مجدهم الكارطوني بابتزاز الآخرين والتهديد والوعد والوعيد إذا لم يلتحقوا ويساندوا ويمولوا ؟ وبماذا نصف حزب سياسي لم يكن له وجود خلال انتخابات شتنبر 2007 وأصبح له أول فريق في مجلس النواب ؟ وبماذا نصف من هرب من الترشح في منطقته وحيه وقريته ومدينته وجاء لعرض نفسه بالعاصمة الإدارية الرباط حيث يتحكم أسياده في صنع الخريطة السياسية ؟ نترك في العصبة طبعا للفقيه بنشماس ليبحث في لسان العرب أو العجم للتدقيق في المصطلح الذي ينسجم مع الوصف . طبيعي جدا أن السيد بنشماس ينطبق عليه المثل المغربي " لو كان ماء الحمام يبيض اللون لو بيض لون قبابو ( الدلو)" . نحن في العصبة نتفهم كثيرا صدمة الفقيه بنشماس و جبنه في مواجهة حركة 20 فبراير التي رفعت في مسيراتها في يعقوب المنصور شعار "إرحل " وهو الشعار الذي أطاح بالنظامين البائدين في تونس ومصر، ونتفهم كذلك تبخر أحلامه في صنع ثروة من خلال عضويته في مجلس المستشارين لأنه طبعا كان يحسب لمراكمة مداخيل مالية مهمة لمدة مئة وثمانية (108 ) شهرا، يعنى تسع سنوات من العضوية الممنوحة ، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي جرارات بنشماس . فجاء التعديل الدستوري ليعلن عن تكسير حلمه وتعطيل آلة حسابه بنهاية الولاية قبل الآوان وتقلص مدة بقائه إلى الثلث ، هذا إذا ما فترضنا أن إعادة انتخاب مجلس المستشارين ستتم هذه السنة !!! مسكين هذا الفقيه لا يعرف المثل الذي يقول : " الكفن ما فيه جياب " ولكنها مناسبة لنلقنه في العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان الدروس التي ربما تنقصه في تدبير الاختلاف، وان يحتكم للعقل ولا يتجرأ على سب التنظيمات التي ستتصدى له ولأمثاله الذين يقتاتون من فتات الآخرين ويظنون أنهم في مأمن من المساءلة والمحاسبة . هذا قليل من كثير ،فإن زدتم زدنا وإن عدتم عدنا ، وإن تراجعتم واصلنا في تتبع خطوات الفاسدين والمفسدين.