ناقش المشير "حسين طنطاوي" رئيس المجلس العسكري الحاكم في "مصر" مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال "مارتن دمبسي" أول أمس في مقر وزارة الدفاع في "القاهرة" تخفيف حدة التوتر بين البلدين وأوضح مسئول عسكري أن "طنطاوي" اجتمع لساعتين مع رئيس الأركان الأمريكي الذي اجتمع بعدها بنظيره المصري الفريق "سامي عنان" لمدة ساعة ولم يكشف المصدر ما تمخض عنه الإجتماع الذي أحيط بتكتم على تفاصيله واكتفى بتأكيد أن النقاش تناول ملف المواطنين الأميركيين المحالين على محكمة الجنايات على خلفية قضية التمويل الأجنبي، إضافة إلى ملف المساعدات العسكرية وأشار إلى أن الإجتماع تناول أيضاً تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية خلال المرحلة الراهنة، ومناقشة عدد من المواضيع والقضايا ذات الإهتمام المشترك في ضوء العلاقات الإستراتيجية التي تربط الدولتين، والإلتزام بالإتفاقيات والمعاهدات الدولية المشتركة لتحقيق الأمن والإستقرار في الشرق الأوسط، والتأكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين "الولاياتالمتحدة" و"مصر" وقال بيان رسمي مصري إن رئيس الأركان الأمريكي أكد حرص بلاده على متابعة عملية التحول الديمقراطي الذي تشهده "مصر"، وتقديرها لجهود القوات المسلحة في بناء مؤسسات الدولة ونقل المسؤولية إلى سلطة مدنية منتخبة. وألغى الجنرال "دمبسي" مائدة مستديرة كان مقرراً أن تجمعه في أحد الفنادق مع عدد محدود من الصحفيين عقب ختام محادثاته مع "طنطاوي" و"عنان" وعزا المصدر الإجراء إلى عدم رغبة المسئول الأمريكي في الخوض في تفاصيل المحادثات.... من جهته، استبعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب القيادي البارز في "جماعة الإخوان المسلمين" الدكتور "عصام العريان" حصول توتر في العلاقات المصرية - الأمريكية. لكنه لوّح بأن الحديث الأمريكي عن خفض المساعدات المقدمة إلى "مصر" يعني فتح المجال أمام تعديل إتفاقية السلام وقال: لا أعتقد أن يؤثر ملف المنظمات في العلاقات بين البلدين، فالسلطات الأمريكية حريصة على علاقتها ب"مصر"، خصوصاً في هذه المرحلة، لكن عليها أن تفهم الرسالة بأن "مصر" تغيرت، وأن ما كان مقبولاً قبل الثورة لم يعد مقبولاً الآن وشدد على أن ملف المنظمات في حوزة القضاء ونرفض بشدة أي تدخل سواء داخلي أو خارجي في شأن قضائي وفيما يتعلق بالتلويح الأمريكي بالنظر في المساعدات المقدمة إلى "مصر"، وقال "العريان" إن المساعدات تأتي في إطار اتفاق "إتفاقية كامب ديفيد" الثلاثي بين "مصر" و"أمريكا" و"إسرائيل"، وإذا أخل أحد الأطراف بالإتفاق، سيعني ذلك بالتبعية فتح إتفاقية السلام أمام الجدال والتدقيق وإجراء التعديلات. يذكر أنه بعد أن توقع المراقبون السياسيون توترا في العلاقات بين "القاهرة" و"واشنطن" على إثر التحقيقات الجارية بشأن التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية ومراكز دعم الديمقراطية جاء إجتماع المشير "طنطاوي" مع الجنرال "دمبسي" وذلك لاستئناف العلاقات الإستراتيجية التي تربط الدولتين والإعلان عن الإلتزام بالإتفاقيات والمعاهدات المشتركة لتحقيق الأمن والإستقرار في الشرق الأوسط.