وضعية أقل ما يمكن أن توصف بها بالخطيرة تلك التي توجد عليها السفارة الليبية بالرباط، الأخبار والمعطيات متضاربة، لكن العنوان البارز الذي لا يمكن أن يخفى على أحد هو الفوضى والعبث. فلقد أكدت مصادر وثيقة الاطلاع أن السفير الليبي الجديد الذي عينه المجلس الانتقالي الليبي في هذه المهمة منذ حوالي شهر تقريبا لم يتمكن لحد الآن من الأخذ بزمام الأمور داخل بناية السفارة الليبية الفخمة الواقعة في طريق زعير بالعاصمة، والسبب أن مجموعة من الليبيين المقيمين بالمغرب أو من الذين قادتهم التطورات إلى الوجود في المغرب يفرضون أنفسهم كموظفين في السفارة الليبية دون أن تكون وزارة الخارجية الليبية عينتهم في هذه المناصب، وأن هؤلاء الذين أسرت بعض المصادر لجريدة «العلم» أن عددهم يقل عن 15 فردا يقومون بأعمال ديبلوماسية ويلحون على أنهم موظفون بهذه السفارة ويرفضون أي حديث خارج هذا الإطار. واتصلت العلم بالسفارة الليبية بالرباط وأكد لها مسؤول ديبلوماسي بها وجود هؤلاء الأشخاص، وأنهم يرفضون أي حوار خارج اعتبارهم موظفين بالسفارة، وأنهم دخلوا السفارة أول مرة خلال شهر غشت الماضي حينما كانت الثورة مشتعلة في الشقيقة ليبيا وكانت السفارة في حالة فراغ مطلق. المثير في هذه الوضعية أنه تم مؤخرا اكتشاف كمية لا يستهان بها من الأسلحة والذخيرة الحية يوجد ضمنها قنابل ومتفجرات ورشاشات مخبأة في مخزن بهذه السفارة، كان نظام معمر القذافي قد أدخلها ربما تباعا في الحقيبة الديبلوماسية التي يحميها القانون الدولي من التفتيش، إلى المغرب لأسباب لاتزال مجهولة لحد الآن، وأن هذه الكمية من الأسلحة لاتزال موجودة ولم ينجح المسؤولون الديبلوماسيون الليبيون الجدد بالمغرب في تسليمها للسلطات المغربية. ويسر المصدر الديبلوماسي الليبي بالرباط بأن فقدان السيطرة على مقر السفارة الليبية بالرباط بسبب وضعية الفوضى كان وراء ذلك، ولا يمكن إخفاء حالة القلق من وجود أسلحة وذخيرة في سفارة عربية شقيقة دون التحكم فيها. وعلمت «العلم» أن المسؤولين الديبلوماسيين الجدد في سفارة ليبيا خاطبوا السلطات المغربية الرسمية في شأن التدخل لوضع حد لحالة الفوضى التي تسود داخل مقر السفارة الليبية، لكن قد تكون السلطات المغربية ارتأت أن الأمر يتعلق بخلاف ليبي داخلي، وأن السفارة المعنية مطالبة بإيجاد حلول لما يحدث ويسود داخلها.