غادر الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" مسقط، متوجها إلى "الولاياتالمتحدة" حسب ما أفادت به وكالة الأنباء اليمنية، فيما أكد الشباب المحتجون استمرارهم في الإعتصام وتخوفهم من "ألاعيب صالح". وكان "صالح" قد وصل مساء الأحد إلى المطار السلطاني الخاص في "مسقط" بعد إلقائه خطابا في "صنعاء" طلب فيه الصفح من الشعب اليمني وأكد فيه أنه سيتوجه إلى "الولاياتالمتحدة" للعلاج، واعدا بالعودة إلى بلاده لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن "صالح" قد "توجه إلى "الولاياتالمتحدة" لاستكمال ما تبقى من العلاج جراء الإصابات التي تعرض لها في الإعتداء الإجرامي الآثم على جامع دار الرئاسة". وأشارت الوكالة إلى أن "صالح" استقل طائرة رئاسية ترافقها طائرة رئاسية أخرى. من جهته، أفاد مصدر مطلع مقرب من الرئاسة أن "صالح سافر مع أولاده الصغار الخمسة وزوجته". كما أن نجله الأكبر "أحمد" كان موجودا منذ أيام في "مسقط" لترتيب زيارته القصيرة. ولم تشهد العاصمة اليمنية احتفالات بخروج "صالح" من البلاد. وقال "وليد العماري" وهو من قياديي الشباب المحتجين في "صنعاء"، "لا نستبق الأمور... نخشى دائما من ألاعيب صالح". وأكد "العماري": "سنبقى في الساحات ويوم 21 فبراير سيحدد مستقبل اليمن" في إشارة إلى موعد إجراء الإنتخابات الرئاسية المبكرة التي يفترض أن ينتخب فيها نائب الرئيس "عبد ربه منصور هادي" رئيسا للبلاد. وقال "العماري"، "لن نحتفل إلا عند محاكمة صالح". وبدوره، أكد القيادي في المعارضة البرلمانية "محمد قحطان" ضرورة أن "يبقى الشباب في الساحات حتى يعلن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا" بعد الإنتخابات المبكرة. وعن تصوره لظروف خروج الشباب من ساحات الإعتصام، قال قحطان "أتوقع أن يتقدم الشباب إليه (هادي) بمطالبهم وسيعلن هو عند ذلك تأييده لمطالب الثورة، وهي مطالب مشروعة مثل الدولة المدنية وحرية التعبير ومكافحة الفساد، وعندئذ سيعود الشباب إلى بيوتهم". وكان "صالح" قد وقع في نونبر اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي ينص على تسليم سلطاته لنائبه، كما حصل السبت على حصانة كاملة في مجلس النواب بموجب هذا الإتفاق. وسمحت "الولاياتالمتحدة" للرئيس اليمني بتمضية "فترة محددة" للعلاج على أراضيها. وقالت الخارجية الأمريكية إنها "وافقت" على طلب تأشيرة للرئيس اليمني للتوجه إلى الولاياتالمتحدة "بهدف وحيد" هو تلقي العلاج. وأضافت أن الرئيس اليمني "سيمضي فترة محددة تتوافق مع الوقت المطلوب لهذا العلاج". وقال "عبد الحفيظ النهاري" المتحدث بإسم حزب المؤتمر الشعبي العام أنها "رحلة علاجية ليس لها أي طابع رسمي". وغداة مغادرته، اعتصم عسكريون يمنيون الإثنين للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية اليمنية والأخ غير الشقيق ل"صالح". واعتصم جنود وضباط في قاعدتين جويتين في العاصمة اليمنية "صنعاء" وفي كبرى مدن الجنوب "عدن" ضد اللواء "محمد صالح الأحمر". وتجمع المئات من ضباط وطياري قاعدة "الديلمي" الملاصقة لمطار "صنعاء" أمام منزل نائب الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" الذي يمسك بالصلاحيات التنفيذية في البلاد. وهدد المعتصمون بنصب خيام في مكان اعتصامهم إلى أن تتم إقالة اللواء "محمد الأحمر". وذكرت مصادر عسكرية أن جنديا رمى بحذائه باتجاه اللواء "الأحمر" بينما كان يلقي خطابا في قاعدة "الديلمي" ما تسبب بمواجهات في القاعدة. وتدخل الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس اليمني "أحمد" واستخدمت قواته الرصاص المطاطي وخراطيم المياه ما تسبب بجرح خمسة جنود، بحسب المصادر نفسها. وتسببت هذه الحادثة بتوترات في قاعدة "العند" الجوية في "عدن" إذ نظم جنودها اعتصاما للمطالبة بإقالة "الأحمر". وكذلك قام رجال قاعدة "طارق" بمدينة "تعز" جنوب "صنعاء" بالإعلان عن إقالة قائدهم الذي يتهمونه بالفساد وعينوا ضابطا آخر مكانه. وقامت قوات الحرس الجمهوري بتطويق القاعدة واعتقلت ستة جنود بحسب الضباط.