هذا النزيفُ ليس من جُرحٍ ذي بعد واحدْ بل من جرح قديمٍ لم يحقنه نفثُ ساحرْ ولا رُقى مشعوذ متمتم وخاشعْ بلا دفء إنساني أو شحنة يقينْ وما التآم هذا الجرح سهلا متيسرا متاحا ولا عسيرا مستحيل الحقن والشفاء ولكن لن تشفيه الأدعياتْ ولا اللغو المبثوثُ في الهواء المتلاشي، فما بعد إشباع جوع الوحشِ النهِم الملولِ وخمودِ النزواتْ سوى ارتياح خاملٍ بليد لا مبالي. وما إحساس اللحم بالجراحْ إلا صدى والجرح غائر في الروحِ نازفْ من طعنة ألْفية عميقة لعلها ميراثٌ من عبيد أدمنوا لحْس الجراحْ بشهوةٍ وشبَق وحشيْ وغابوا في فُرجتهم حتى بدا الجرح لهم شهيا ووردي اللمعانْ والجرح متقيح عضالْ ينتكسون فيه حتى بيضة العظام مُسَرنَمين أو سكارى بنبيذ دافئ سمائي الأصول وترابي العناصرْ مسترخَصٌ كما يَسترخِص السكارى اللغوَ ويدْعونه كلاما وبعض القول ليس إلا نفثة لعابْ وعادة غلابةٌ غلَبة الثؤابْ .