ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية الثلاثاء، أنه بعد أقل من أسبوع من تنفيذ صفقة الجندي الإسرائيلي الذي كان في أسر حركة حماس منذ حوالي خمس سنوات "جلعاد شاليط" بجهود مصرية صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" مساء الإثنين على صفقة أخرى يتم بموجبها إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي "إيلان تشايم جاربيل" الذي تم اعتقاله في القاهرة قبل حوالي أربعة أشهر. وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن جاربيل الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضا واعتقل على خلفية تجسس سيتم إطلاق سراحه مقابل 25 أسير مصري يتواجدون حاليا في السجون الإسرائيلية ، موضحة أنه سيتم تنفيذ الصفقة يوم الخميس المقبل. وأضافت يديعوت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن هذه الصفقة جاءت من أجل تقوية العلاقات بين مصر وإسرائيل على خلفية إطلاق سراح الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط الذي تم بوساطة مصرية. وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" إجتمع الثلاثاء من أجل المصادقة على الإتفاق الذي قام بإعداده المحامى "يتسحاق مولخو" المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء وبمساعدة عضو الكنيست "يسرائيل حاسون" من حزب "كاديما" المعارض الذي شغل في السابق منصباً رفيعاً في جهاز الأمن العام الداخلي الإسرائيلي "الشاباك". وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اعلن أنه تم الاتفاق مع مصر على إطلاق سراح جاربيل مقابل الإفراج عن 25 سجيناً مصرياً بينهم 3 أطفال قاصرين، موضحا أن السجناء المصريين ليسوا أمنيين. وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية كلا من مولخو و حاسون أجريا اتصالات في القاهرة مع القيادة المصرية حول الصفقة. من جهة أخرى سادت حالة من الغضب لدى بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية بعد فشل الجهود الإسرائيلية المكثفة التي أجرتها خلال الفترة الأخيرة للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي المعتقل لدى مصر منذ سنوات "عودة الترابين". وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نائب الوزير لشئون النقب "أيوب قرا" أعرب عن خيبة أمله الشديدة من عدم الإفراج عن "الترابين" في المرحلة الراهنة في إطار صفقة تبادل الجاسوس الإسرائيلي "إيلان تشايم جاربيل" بعدد من السجناء المصريين المعتقلين بالسجون الإسرائيلية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الإتصالات مع القاهرة ستستمر. وفي السياق نفسه، قال نائب الكنيست "يسرائيل حاسون" من حزب "كاديما" المعارض الذي شارك في الإتصالات للإفراج عن "جاربيل" إنه زاره في مركز الإعتقال الثلاثاء في القاهرة وتبين له أنه بحالة جيدة. وأشاد حاسون خلال حديثه للإذاعة العبرية بكيفية تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في هذه القضية. وأكد نائب الكنيست أن إسرائيل تواصل الإتصالات بهدف الإفراج عن الترابين المسجون في مصر منذ عشر سنوات بتهمة التجسس. يذكر أن "عودة ترابين" ينتمي لإحدى القبائل البدوية في سيناء وصحراء النقب، تمكن الجيش الإسرائيلي من تجنيد والده سليمان بعد حرب 1967 ليكشف عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الإستنزاف، وفي يناير1990 هرب سليمان وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا في مدينة الرهط، ثم أصدرت المحكمة حكماً بالسجن عليه لمدة 25 عاماً مع الأشغال الشاقة المؤبدة. وعاد "عودة ترابين" إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وأخواته البنات المتزوجات في مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقى القبض عليه، وبحوزته عملات إسرائيلية وجهاز اتصال، واتضح أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم في العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية في سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين الموساد الإسرائيلي.