إستدعى المخلوع حسني مبارك مستشاراً قانونياً لبحث استرداد أمواله من صفقة سلاح لزيمبابوي قيمتها 11 مليار دولار. وتعد هذه الصفقة مفاجأة.. لأن العقيد الليبي أبلغ إسبانيا بتورط حسين سالم في توريد السلاح لمنظمة "إيتا" الإنفصالية.. وسالم رد بتسليم مستندات صفقات سلاح القذافي لمنظمة "إيتا" للسلطات الإسبانية فانتابت الرئيس المخلوع حالة من التوتر الشديد والصدمة وجهش بالبكاء بعد معرفته بنبأ مقتل القذافي، وطلب من مرافقيه استدعاء أحد المستشارين القانونيين وزوجته سوزان لدراسة موقف أموال مبارك المستخدمة في صفقة توريد أسلحة لزيمبابوي عن طريق القذافي ومشاركة رجل الأعمال الهارب حسين سالم. وأكد له المستشار القانوني أنه لا يمكن قانونياً مطالبة الحكومة الليبية الإنتقالية بأية أموال غير شرعية، أو كانت ضمن الأرصدة المجمدة للقذافي، حتى لو أكدت المستندات أحقية مبارك في أية مبالغ. يذكر أن هذه الصفقة تمت ووصلت الأسلحة إلى العاصمة هراري لحكومة روبرت موجابي، وتم تحويل عمولات الصفقة لحساب حسين سالم في البنك المركزي في «لاس بالماس» بجزر الكناري التابعة للحكم الإسباني وتتمتع بالحكم الذاتي، ولها نظام بنكي عن طريقه يمكن لرجال الأعمال والأثرياء في العالم تحويل أموالهم إليها تحت ستار سري. المعروف أن حسين سالم أحد الأيادي الخفية للقذافي في مجال تصدير الأسلحة إلى دول إفريقيا، وأنهما شريكان في صفقات السلاح منذ عام 1978، إلا أن خلافات نشبت بينهما بسبب عمولات السلاح، حتى أن سقوط حسين سالم في قبضة السلطات الإسبانية جاء بوشاية شخصية من القذافي محذراً السلطات الإسبانية من أن سالم يتاجر في السلاح سراً، وأن حسين سالم بصدد توريد صفقة سلاح لمنظمة "إيتا" الإنفصالية. ونقل القذافي عبر وسيط خاص عدداً من المستندات السرية إلى السلطات الإسبانية، وهو ما أدى لقيام السلطات الإسبانية بالقبض على حسين سالم. المثير أن القذافي أرسل عدداً من الأشخاص لاغتيال حسين سالم في مقر إقامته الجبرية داخل إسبانيا، وهو ما نقلته وكالات الأنباء على أنها محاولة هروب لحسين سالم. ويرجع سبب قيام القذافي بمحاولة اغتيال سالم إلى أن رجل الأعمال الهارب هدد القذافي بكشف تفاصيل شراكته في صفقات بيع السلاح مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، وقام سالم بالفعل بتسليم الوثائق السرية لصفقات سلاح منظمة "إيتا" الإنفصالية للسلطات الإسبانية. من جهة أخرى قال مصدر مسئول بالمركز الطبي العالمي الذي يرقد فيه المخلوع أن مبارك أصيب مساء الخميس بعد تلقيه خبر مقتل القذافي بفيروس في المخ لقلة مناعته الناتجة عن مرضه بورم الكبد. وقالت الدكتورة سوسن الغزالي أستاذ الصحة النفسية والطب السلوكي، تعليقاً على حالة البكاء الهستيري الذي انتاب مبارك عندما رأى جثة القذافي في جميع صحف العالم، مفسرة أن شعور مبارك متوقع خاصة أنه يخشى أن يلقى نفس المصير الذي وقع فيه القذافي باعتبارهما رئيسين وقعا في دائرة غضب شعبهم. و حللت سوسن لبرنامج "محطة مصر" مساء السبت الحالة النفسية لمبارك بأنه يتخيل الآن في ذهنه أنه سيلقى نفس مصير القذافي خاصة أنه يحاكم الآن بتهم قتل المتظاهرين والتي قد تصل للإعدام، موضحة أن مبارك يشعر بأنه لم يظلم أحداً بل يؤمن بأنه هو من وقع عليه الظلم من شعبه و أن ما حدث أيام الثورة كان مجرد حركة تمرد و أن حقه يكفل له مقاومة ذلك.