لم تكتمل أجزاء صورة مشهد الوضع الجديد في ليبيا، إذ ظلت بعض منها مبتورة إلى حدود طباعة هذا العدد من الجريدة، وإن كانت جميع المؤشرات والتطورات أكدت نهاية نظام معمر القدافي الذي عمر أكثر من 42 سنة، فقد تمكن الثوار من دخول العاصمة طرابلس مساء أول أمس الأحد في تطور اعتبر الأهم من نوعه منذ انطلاقة شرارة الثورة في 17 فبراير الماضي، وأكدت مصادر متطابقة أن الثوار تمكنوا من بسط سيطرتهم شبه المطلقة على العاصمة طرابلس، وتأكد نبأ اعتقال نجل القذافي سيف الإسلام والذي طلب المدعي العام تسليمه لمحكمة العدل الدولية لمحاكمته، بيد أن مصادر أخرى أكدت أن خميس القذافي أحد أبناء معمر لا يزال يدير كتيبة عسكرية في العاصمة، وهو ما قد يفسر استمرار تبادل إطلاق النار في بعض أطراف طرابلس، في حين لم يقع التأكد من مكان وجود معمر القذافي الذي أشيع في البداية أنه فر إلى الجزائر، لكن سلطات هذا البلد نفت هذا الخبر، ونقلت قناة الجزيرة خبر رسو طائرتين من جنوب إفريقيا بمطار طرابلس وقالت إنهما ربما تتكلفان بنقل القذافي وأفراد عائلته إلى جنوب إفريقيا، لكن حكومة هذا البلد نفت ذلك، وراجت أخبار عن تحصن القذافي في منطقة العزيزية بالعاصمة طرابلس. إلى ذلك تواصلت الاحتفالات بالعاصمة طرابلس ابتهاجا بهذا النصر في حين تواصل استسلام قادة عسكريين كانوا موالين لمعمر القذافي. وأكدت مصادر أخرى أن أجواء من الترقب والحيطة سادت طيلة صباح أمس العاصمة الليبية باستثناء سماع بعض الطلقات النارية التي قد تكون جرت بين كتائب القذافي والثوار. وسارعت مختلف العواصمالغربية إلى التعبير عن ارتياحها إزاء هذه التطورات ودعت معمر القذافي إلى تسليم نفسه كما ألحت على قوات الثوار عدم الانتقام. في حين ساد نوع من الذهول الذي ترجمه الصمت المطبق في بعض عواصم أقطار كانت مساندة لمعمر القذافي من قبيل الجزائر وموسكو وجنوب افريقيا.