تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور »عما إذا كان منفذ هجمات النرويج «إرهابيا مسيحيا»، وقالت إن الهجمات التي نفذها النرويجي بريفيك أثارت جدلا واسعا يتعلق بازدواجية المعايير في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى «الإرهابيين المسيحيين مقابل نظرتهم إلى الإرهابيين المسلمين». وأوضحت الصحيفة أن كثيرا من الناس العاديين أصيبوا بالصدمة والرعب عندما سمعوا أن المهاجم النرويجي أندريس بيهرينغ بريفيك (32 عاما) يقول عن نفسه إنه مفكر مسيحي وإنه يستمع إلى التعاليم المسيحية ويتبعها، وعندما سمعوا أنه يوصف «بالإرهابي المسيحي». وتتساءل عما إذا كان الوصف أو اللقب «إرهابي مسيحي» ينطبق حقيقة على بريفيك؟ وإذا كان كذلك، فربما يقود إلى التساؤل بشأن مدى صحة استخدام الوصف «مسلم» أو «إسلامي» لوصف أولئك الذين يقترفون جرائم عنف باسم الديانة التي يتبعونها. وتضيف أنه بينما لم تأبه وسائل الإعلام الغربية كثيرا بوصف بريفيك نفسه بالمفكر المسيحي أو بأي عبارات تستخدم في وصفه، تثير هذه الأوصاف والتسميات التي تطلق على منفذ هجمات النرويج جدلا كبيرا في وسائل الإعلام بالولايات المتحدة والعالم الإسلامي. الناجون من الهجمات يقولون إن المواطن النرويجي بريفيك ،الذي قتل أكثر من ستين شخصا نرويجيا في جزيرة يوتويا بالنرويج بشكل متوالٍ وبدم بارد ، وهو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه، «مسيحي مائة بالمائة». أما استخدامه لتلك العبارات المسيحية لوصف نفسه ، فليست بالضرورة تنطلق من مبادئ وأفكار إيمانية دينية، ولكنها ربما تعبر عن الهوية الجمعية أو عن فكرة «أوروبا المسيحية». في المقابل -والقول للصحيفة- إذا كان لا بد من التمييز بين الهوية المسيحية للمهاجم النرويجي وبين المسيحية كدين، فإنه ينبغي على وسائل الإعلام في العالم أن تراعي ذلك أيضا عند الإشارة إلى تنظيم القاعدة أو إلى معظم «الإرهابيين» الآخرين للتفريق بين هويتهم الإسلامية أو استخدامهم لعبارات وأوصاف إسلامية وبين الدين الإسلامي بحد ذاته، وإلا فإن هناك ازدواجية ملحوظة في المعايير. وبينما أشارت« ساينس مونيتور» إلى كتابات للمهاجم النرويجي تحدث فيها عن تعاظم دور المرأة في أوروبا ، وأن ذلك أدى إلى إضعاف المجتمعات الغربية، عرضت وسائل الإعلام شريطا مصورا بث على موقع يوتيوب يروج فيه بريفيك للقتال ضد الإسلام وهو يرتدي سترة واقية للرصاص ويحمل بندقية آلية.