كانت ساحة جامع الفناء وبالضبط الفضاء المخصص لأكبر مطعم في الهواء الطلق ، إحدى الخاصيات المميزة التي تنفرد بها عاصمة النخيل، مساء الأحد الماضي وفي حدود الساعة العاشرة ليلا مسرحا لنزاع ونزال حاد ومثير بين طرفين من العاملين لدى بائعي المأكولات بهذه المطاعم المتنقلة بالساحة وظفت فيه أسلحة بيضاء وقطع من الزجاج وغيرها . و كان من نتائج هذه المواجهات العنيفة إصابة أحد العاملين بطعنات خطيرة على مستوى العنق وبأجزاء أخرى من الجسم ، طعنات تلقاها من طرف أحد خصومه المتنازعين ، كانت عاملا و دافعا لإطلاق صرخة مدوية للمصاب وبالتالي أفقدته توازنه ليسقط على الأرض غارقا في دمائه الأمر الذي فرض توقف النزال والمواجهات ونقل المصاب بواسطة سيارة الإسعاف إلى قسم العناية المركزة بمستعجلات ابن طفيل لتلقي العلاجات اللازمة . هذا المشهد، الذي عكست أطواره منظرا و صورا من أفلام رعاة البقر، خلف رعبا و خوفا لدى مختلف زوار الساحة من الأجانب والمغاربة على حد سواء، و أعطى صورة غير لائقة ينبغي العمل ألا تتكرر. مصدر الخلاف ، بحسب شهود عيان، والذي أدى للحادث كان بسبب نزاع بين عاملين أصر كل واحد منهما استقطاب زبائن إلى مطعمه الجلسة بالساحة لتناول وجبة العشاء ليتطور الأمر إلى مشاداة كلامية نابية ثم إلى مواجهة . وارتباطا بالموضوع كانت السلطات المحلية بالمنطقة قد نفذت في فترة ماضية حملة تمشيطية بفضاء مطعم الساحة لحماية السياح الأجانب وزوار الساحة من مختلف المضايقات و التصرفات غير اللائقة مصدرها بعض العاملين لدى بائعي المأكولات ، عملية حدت من هذه الظاهرة التي لا تعطي صورة مشرفة عن شروط الضيافة المغربية واستقطاب الزوار . والأكيد أنه وإلى جانب التجارة و فرجة الحلقة ، تشكل المطاعم الشعبية إحدى المحاور والمرتكزات الأساسية التي تؤثث ساحة جامع الفناء انطلاقا من بعد شمس الأصيل و ليمتد نشاطها إلى غاية الهزيع الأخير من الليل.