أسدل الستار يوم السبت الماضي على فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان ليكسا للمسرح بحضور كبير من المسرحييين المغاربة والأجانب، وعبر الجميع عن مدى نجاح هذه الدورة والتي انخرط فيها الجمهور العرائشي بكل حب وعشق لأبي الفنون. وقد صرح رئيس المهرجان مصطفى لقروشة للعلم أن الجمهور بمدينة العرائش ساهم بقوة في انجاح هذه التظاهرة وأشاد بالانضباط الرائع للفرجة المسرحية طيلة أيام المهرجان والتي انطلقت يوم 16يوليوز إلى غاية 23منه ، كما صرح بأن هذه الدورة كان من الممكن أن لا تنظم لعدم توفر الشروط المالية ، لكن حب الفاعلين في هذا المجال والمساهمين والغيورين بالمدينة حولوا ما كان بالأمس حلما حقيقة ساطعة، كما دعا كل المتشككين أن يعيدوا النظر في تقييمهم ولينخرطوا في تنمية التجربة واعتبر أن أبواب المهرجان ليست موصدة بل مفتوحة لكل العرائشيين وقد كان الجمهور العرائشي علىلقاء مع مسرحيات »القايد الهواوي« للمخرج مسعود بوحسين، بسيكوز لأسماء الحوري وكلاكاج« للمخرجة نعيمة زيطان، »كلادياتور« للمخرج عبد الله ديدان، »ناكر لحسان« للمخرج حسن هموش، » 180 درجة« لفرقة دبا تياتر، إضافة إلى مسرحيتين من فرنسا ودولة قطر وعروض مسرحية للأطفال وندوتين الأولى بعنوان : المسرح والهامش بتأطير كل من الدكتور حسن المنيعي والدكتور خالد أمين والدكتور يونس الوليدي والفنان عبد الحق الزروالي ؛ والثانية بعنوان التجربة المسرحية عند الفنان الطيب لعلج بتأطير كل من الدكتور حسن اطريبق والصحفي والباحث محمد بهجاجي وقد استمتع الجمهور والنقاد ورجال الاعلام بعدد من المسرحيات المغربية الناجحة، و»بسيكوز» لأسماء حوري، ، و»180» لجواد السوناني، وعلبة الألوان» (باكيتا دي لوس كولوريس) للمخرجة الفرنسية آنا ماريا أوتو، وهو عرض مفعم بالانفعالات التي تستبد بالإنسان في وقت الضيق، حيث تعتبر المخرجة أن الاسم الحقيقي للمسرحية هو «علبة الآلام» (باكيتا دي لوس دولوريس) لكنها استبدلت الآلام بالألوان حتى تستطيع الاستمرار في العيش.كما أن هذه الدورة تتميزت بتكريم علمين كبيرين ساهما في بناء التجربة المسرحية المغربية، ويتعلق الأمر بالطيب العلج، وعبد الكريم برشيد، بالإضافة إلى القطري خالد يوسف عبد الرحمن الملا. وتكريم عبد لكريم برشيد ويأتي عرفانا بجميل «شيخ طريقة المسرح الاحتفالي» على تطوير الفعل المسرحي عبر الاقتباس من التجارب الأجنبية واستثمار التراث المغربي والحكايات العشبية لإبداع نصوص مستحدثة، بينما بصم عبد الكريم برشيد تاريخ المسرح المغربي بدعوته إلى إسقاط كل القواعد لمنح الفرجة للمشاهد المغربي.واعتبر منسق جمعية «ليكسا» للمسرح مراد الجوهري أن الجمعية تسعى من خلال المهرجان إلى جعل مدينة العرائش، بالرغم من افتقارها إلى قاعات عرض ملائمة، ملتقى للمسرحيين المغاربة والعرب، معتبرا أن التظاهرة بلغت دورتها الخامسة بفضل الحس التطوعي لمجموعة من المهتمين وعملهم الجماعي والتشاركي بالرغم من قلة الموارد المالية.