اعتبر أستاذ بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا اكتشاف وجود أجسام متعددة الخلايا على الأرض منذ 1،2 مليار سنة من شأنه أن يحدث ثورة تقلب كافة الفرضيات المعروفة من قبل والمرتبطة بوجود حياة متعددة الخلايا على الأرض. وأوضح عبد الرزاق الألباني الباحث المغربي الذي يشرف على الأبحاث بمختبر علم الهيدروجيولوجيا والتربة والتغيرات بجامعة بواتيي بفرنسا، في محاضرة ألقاها بمكتبة مسجد الحسن الثاني، تحت عنوان "بداية الحياة على الأرض"، أن اكتشافه أرجع عقارب الحياة متعددة الخلايا على الكوكب إلى الوراء، وفتح الباب أمام الباحثين والمختصين إلى تعميق البحث لمعرفة تاريخ الأرض، مشيرا إلى أن الأشكال الأولى للحياة المعقدة التي اكتشفت من قبل والتي تتوفر على خلايا عديدة تعود إلى 750 مليون سنة فقط. وقال الباحث إنه قام بالخطوات الأولى لاكتشافه عندما طلب منه طالب من الغابون أن يشرف على أطروحته في مجال علم الجيولوجيا ببلده، حيث تم القيام بمجموعة من البحوث والتقاط صور لمجموعة من الحفريات بمنطقة تدعى فرانس فيل، مشيرا إلى أن جودة حالة الحوض الذي أخذت منه العينات، سهلت عملية الاستغلال واستكشاف أسراره التي تبين أنها تحكي عن حياة تعود إلى ما يزيد عن1،2 مليار سنة. وأضاف الألباني أن ستة عشر معهدا دوليا ساهموا في البحوث التي ساعدته على الوصول إلى اكتشافه، موضحا أن فريقا دوليا متعدد الاختصاصات شارك في دراسة العينات التي نقلت من الغابون. واستشهد الباحث في عرضه بمجموعة من الصور مأخوذة من الحوض، وكذا بعدد من العينات التي تؤكد على تواجد أجسام متعددة الخلايا على الأرض منذ أزيد من مليار سنة. وأبرز أن هذا الاكتشاف العلمي الهام استأثر باهتمام كبريات المنابر العلمية العالمية منها على الخصوص "لوموند" والمجلة العلمية "ناتير". ومن جهة أخرى، قال المحاضر إن المغرب يتوفر على تشكلات جيولوجية لا تقل قدما عن تلك التي تم اكتشافها بالغابون، معربا عن أمله في إجراء بحوث مماثلة بالمملكة. ويذكر أن الأستاذ عبد الرزاق الألباني نشر عدة أبحاث حول اكتشاف أجسام متعددة الخلايا على الأرض منذ أزيد من مليار و500 سنة. ويندرج تنظيم هذه المحاضرة في إطار الأنشطة الثقافية للمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.