كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن مدينة تل أبيب شهدت الأحد، أضخم مناورة عسكرية في تاريخ إسرائيل منذ حرب لبنان الأخيرة، والتي تحمل إسم "نقطة التحول 5"، وذلك لكشف مدى استعداد الجبهة الداخلية لمواجهة سيناريوهات لحرب يسقط خلالها المئات من الصواريخ في جميع أنحاء إسرائيل. وكشفت الصحيفة العبرية، أن السيناريوهات التي سيتم التدريب عليها هي سيناريوهات تحاكي هجوماً على مدينة تل أبيب بالصواريخ وسقوط طائرة هليكوبتر على حي سكني في المدينة، بالإضافة إلى مواجهة أعمال شغب في "وادي عارة" الإسرائيلي، الذي يعيش به أغلبية عربية وقصف مواقع إستراتيجية داخل تل أبيب، مثل الموانئ البحرية والكنيست الإسرائيلي. تشارك في المناورة سلطة الطوارئ والقيادة الداخلية والشرطة الإسرائيلية، بالإضافة إلى نجمة داوود الحمراء، و80 سلطة محلية. وفي المرحلة الأولى من التدريبات سيتركز التدريب على عدد من المناطق داخل مدينة تل أبيب، ومن بينها مستشفى "إفخيلوف" وموقف السيارات "هبيما" في وسط مدينة تل أبيب، والذي سيتحول إلى ملجأ جماعي. وسيتم التدرب على سيناريوهات تحاكي سقوط صاروخ على مصنع "عوفوف تل يوسف"، وعلى سجن "جلبوع" في تل أبيب، بالإضافة إلى سيناريو يحاكي تصادم أتوبيس بسيارة نقل كبيرة تحمل مواد خطيرة. والسيناريو الآخر، الذي سيتدرب عليه الجيش الإسرائيلي، حسب يديعوت، هو سقوط طائرة هليكوبتر بعد أن فقد سائقها السيطرة عليها على حي سكني في منطقة "كرمائيل"، بالإضافة إلى كيفية مواجهة المظاهرات في وادي عارة. وخلال هذه المناورات سيتم التدرب على كيفية إخلاء سكان المدينة، وما سيصاحب هذا الكم الكبير من الصواريخ من نقص في المياه، وتسريبات في المواد الخطيرة السامة وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى توفير وسيلة لنقل المؤن والغذاء إلى كافة أنحاء تل أبيب. وأشارت يديعوت إلى أن قوات الشرطة الإسرائيلية استفادت من انفجار خزان الغاز الذي وقع الجمعة الماضي في أحد المباني السكنية وسط مدينة "نتانيا" شمالي تل أبيب، وأدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وجرح أكثر من 90 آخرين، حيث إن هذا الإنفجار أظهر أهمية الإستعداد لمثل هذه الحوادث، ويظهر مدى التنسيق بين أجهزة الطوارئ المختلفة داخل إسرائيل. وقال رئيس هيئة قيادة الجبهة الداخلية العميد "تشعيكا تسلر" للصحيفة العبرية: "بالرغم من أن الحديث لا يدور عن عملية، ولكن حادثا مثل هذا يشابه سقوط صاروخ متوسط المدى على مبنى، ويمكن ملاحظة مدى التنسيق بين الجهات العاملة في الحادث". وفي إطار التدريب، سيتم إرسال رسائل SMS ستستخدم في نقل الرسائل العاجلة جداً، بالإضافة إلى إرسال رسائل إلى بعض المناطق تخبرهم عن بدأ التدريب. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ذروة هذا التدريب ستكون يوم الأربعاء المقبل، بعد سماع صفارات الإنذار التي ستنطلق الساعة 11 صباحاً والساعة السابعة مساءً، وسيطلب خلالها من الإسرائيليين الدخول إلى الأماكن الآمنة والمحصنة لمعايشة السيناريوهات المتوقعة خلال أي حرب مقبلة. وفي نهاية كل مساء من هذا الأسبوع، ستجرى مناقشات للأحداث التي تمت خلال اليوم، يترأسها وزير حماية الجبهة الداخلية الجنرال "إيال آينزبرج"، والذي تسلم مهامه قبل يومين فقط. وأشارت يديعوت إلى أن قواعد الجيش الإسرائيلي ستدرب ضمن هذه التدريبات على كيفية التعامل مع دفعة كبيرة من الصواريخ للإستعداد لأي مواجهة قادمة. وصرح أحد كبار ضباط قيادة الجبهة الداخلية ليديعوت أحرونوت بأن مسؤولية كل قاعدة عسكرية ستلقى على كاهل أحد الضباط، والذي سيعين كمسؤول لهذه القاعدة وستمنح له كامل الصلاحيات خلال فترة المناورات التي ستتم يوم الأربعاء القادم، وسيتم فحص الإستعدادات العسكرية لكل قاعدة عسكرية من قبل 60 طاقما فحص سيتجولون خلال ساعات الطوارئ. فيما أكد "متان فيلنائي"، وزير الجبهة الداخلية، أن إسرائيل جاهزة حاليا أكثر من أي وقت مضى لمواجهة هجمات صاروخية من الدول المجاورة، مضيفا أن الغرض من التمرين هو محاكاة سيناريو خطير لمثل هذا الهجوم.