تبين من خلال استطلاع للرأي أجراه موقع إلكتروني موالي لجبهة البوليساريو أن دائرة التمرد ضد عبد العزيز المراكشي تكبر يوما بعد يوم. فقد طرح الموقع الالكتروني "الانفصالي" سؤالا في زاوية استطلاع الرأي بالصيغة التالية "هل تتوقع وقوع ثورة على تنظيم البوليساريو الحالي ؟" فأجاب أغلب زوار الموقع الذين يعتبرون من مؤيدي أطروحة الانفصال ب"نعم". و تبين لحد كتابة هذه السطور أن أكثر من 52 في المائة من المصوتين يتوقعون قيام انتفاضة ضد قيادة الانفصال في مخيمات تيندوف،فيما صوت 44,2 في المائة من زوار الموقع بعدم توقعهم قيام أية ثورة ضد قيادة البوليساريو. و في سياق ذي صلة أعلن مجموعة من النشطاء السياسيين الموالين لأطروحة الانفصال في اسبانيا انشقاقهم عن جبهة البوليساريو و تأسيس كيان سياسي معارض سلمي موحد أطلق عليه اسم "التنسيقية العامة لمعارضي جبهة البوليساريو". وقالت المجموعة، في بيان نشره موقع صحراء ميديا، إنها تعارض سياسات جبهة البوليساريو العاجزة عن السير بملف النزاع في الصحراء في "اتجاه إيجاد حلول ممكنة. ووضع النشطاء الصحراويون تحركهم في سياق موجة التحولات والمطالبات بالديمقراطية والتغيير والتي يقودها الشباب في العالم العربي. كما طالبت التنسيقية من الأممالمتحدة قبولها كطرف في مفاوضات البحث عن السلام المتعثرة بسبب "جمود" جبهة البوليساريو، عارضة نفسها كمحاور ذي مصداقية. وكلف المعارضون فريقا لإدارة التنسيقية والتعامل مع الخارج للتعريف بها والحصول لها على الاعتراف الدولي. وتعرف جهة البوليساريو منذ عام حراكا سياسيا يتجلى في تصاعد الدعوات،من داخلها، المطالبة بالتغيير والحوار السياسي بين مختلف الفاعلين السياسيين الصحراويين ، بدل "انفراد" جبهة البوليساريو بالقرارات "المصيرية" دون "التشاور أو الرجوع" إلى "الشعب الصحراوي في المخيمات وداخل المغرب". وقد برز هذا الحراك السياسي إلى العلن في شهر شتنبر الماضي بتوجيه المفتش العام للشرطة في البوليساريو، مصطفي سلمه ولد سيدي مولود، انتقادات لقيادة البوليساريو، مطالبا بفتح النقاش بين سكان المخيمات في تندوف حول خيارات تسوية النزاع بما فيها المقترح المغربي بالحكم الذاتي لأقاليم الصحراء. واعتقلته جبهة البوليساريو لأكثر من شهرين قبل أن تسلمه لمفوضية اللاجئين الدولية في موريتانيا.