تظاهر آلاف السوريين في إحدى ضواحي العاصمة دمشق مطالبين بإسقاط النظام، في حين اكتشف سكان محافظة درعا مقبرة جماعية تحوي عشرات الجثث، من ضمنها جثث أطفال ونساء. إلى ذلك تواصل القوات السورية حصارها لبلدة تلكلخ التابعة لمحافظة حمص. وقال شاهد عيان لرويترز إن المظاهرة -التي جابت ضاحية سقبا ، وطالبت بإسقاط النظام- تعتبر أكبر احتجاج في ضواحي العاصمة السورية منذ بدء الحملة الأمنية قبل أسابيع. وخرج المتظاهرون ليلا خلال جنازة أحمد عطية، وهو متظاهر في ال26 من عمره توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال مظاهرات مطالبة بالحرية في وقت سابق. وحسب شاهد العيان، فإن المظاهرة نظمت ليلا لتفادي الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذ خلال النهار. وفي هذه الأثناء عثر سكان مدينة درعا على ما قيل إنه قبر جماعي يضم جثث نساء وأطفال. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا ، عمار القربي، إن سكان درعا اكتشفوا خلال ساعتيْ رفع حظر التجول المفروض على المدينة، قبرا جماعيا يحتوي على عشرات الجثث من ضمنها جثث أطفال ونساء. وأفاد القربي بأن القبر موجود في الجزء القديم من المدينة، وأن السلطات قامت فور الكشف عنه بتطويق المكان، ومنع السكان من الاقتراب منه، مؤكدة أن جثث الأشخاص الموجودين فيها ستسلم لاحقا إلى أقارب الضحايا. وقالت وكالة أسوشيتد برس -نقلا عن تقارير إعلامية- إن 20 شخصا دفنوا في ذلك القبر، مع العلم بأن المدينة الموصوفة بأنها مهد الاحتجاجات تعرضت للاقتحام من قبل وحدة عسكرية مدرعة يوم 25 أبريل الماضي ، بدعوى تطهيرها من بعض العناصر المسلحة، ثم أعلنت قبل أيام بدء الانسحاب التدريجي منها. ونقلت وكالة رويترز عن بعض القرويين في درعا قولهم إنهم انتشلوا 13 جثة من قبر في أرض زراعية، بينها جثة تعود لعبد العزيز أبو زياد (62 عاما) ولأولاده الأربعة، إلى جانب جثة سيدة وطفلها. وقال ثلاثة من سكان المنطقة إنه لم يتم التعرف على هويات الأشخاص الستة الباقين. وقال القربي أيضا إن 34 شخصا لقوا مصرعهم خلال الأيام الخمسة الماضية، في بلدتي جاسم ، وإنخل القريبتين من درعا، معربا عن خشيته من وجود مزيد من القتلى في الحقول والبساتين المحيطة بالبلدتين، نظرا لمنع المواطنين من الاقتراب منها من قبل القناصة وقوات الأمن. وأكد بعض سكان إنخل لأسوشيتد برس الاثنين أن نحو 70 دبابة موجودة في البلدة، وأن المستشفيين الموجدين في المنطقة يخضعان حاليا لسلطة رجال الأمن. وذكر القربي أن بعض جثث قتلى تلكلخ ما زالت محفوظة في شاحنة مبردة للخضر في المستشفى المحلي دون أن يتاح لذويها دفنها، بينما أشار أحد شهود العيان إلى أن عشرة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم . و حسب وكالة أسوشيتد برس، فإن البلدة، التي تضم 70 ألف نسمة، تخضع لحصارمنذ يوم الخميس الماضي، وأن 16 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم فيها، بينهم ثمانية أفراد من عائلة واحدة. وقال مصدر عسكري سوري إن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت عددا من المطلوبين الذين روعوا المواطنين، وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية التي كانوا يستخدمونها». وذكر التلفزيون الحكومي أن «اثنين من الجنود لقوا مصرعهم وأصيب 11 آخرون في الاشتباكات مع قطاع الطرق في تلكلخ». نفي رسمي للمقبرة الجماعية نفى التلفزيون السوري الأنباء التي تحدثت عن اكتشاف مقبرة جماعية بمدينة درعا ، وقال الجيش إنه أوقف عددا من المطلوبين في تلكلخ، فيما أكدت واشنطن أنها لن تتدخل في سوريا ، واتهمت دمشق بالتحريض على المظاهرات التي عرفتها الحدود الإسرائيلية من أجل صرف النظر عن الاحتجاجات الداخلية. ونقل التلفزيون السوري عن وزارة الداخلية نفيها للأنباء التي تحدثت عن اكتشاف مقبرة جماعية بمدينة درعا وبها العشرات من الجثث. لكن شاهد العيان، محمد أحمد، أكد أنهم شاهدوا الجيش حين كان بصدد القيام بدفن الجثث، وأوضح أن الأهالي انتظروا إلى غاية مغادرة الجنود المنطقة من أجل استخراج الجثث.