قال ثوار ليبيا يوم الأحد إنهم وصلوا إلى مدينة تاورغاء شرق مصراتة دون مقاومة من كتائب العقيد معمر القذافي، فيما أعلن التلفزيون الليبي أن قوات الناتو قصفت مساء الأحد ميناء رأس لانوف النفطي، يأتي هذا في وقت جدد فيه النظام الليبي استعداده لوقف إطلاق نار مقابل وقف ضربات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأوضح الثوار في مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية طرابلس إنهم يعززون مواقعهم عند مشارف مدينة زليتن، بعد إحكامهم السيطرة بالكامل على بلدة الدافنية. ويأتي تقدم الثوار باتجاه زليتن بعد قصف مكثف لطائرات حلف الناتو على مواقع يفترض أنها تابعة لكتائب القذافي في بوابة الدافنية. وقام الثوار بعملية تمشيط للمنطقة الواقعة على مشارف مدينة زليتن بعد تمكنهم من تحرير منطقة الدافنية التي شهدت معارك طاحنة بين الثوار وكتائب القذافي. يذكر أن كتائب القذافي كانت تتخذ من الدافنية مركزا لإسناد قواتها التي كانت تحاصر مدينة مصراتة. وفي سياق متصل هزت سلسلة انفجارات شرق طرابلس، وقال أحد سكان منطقة تاجوراء بالضاحية الشرقية للعاصمة «سمعنا دوي انفجارين قويين في الشرق»، مؤكدا عدم قدرته على تحديد مصدرهما. من جهته أعلن التلفزيون الليبي أن قوات الناتو شنت غارات على خزانات للوقود في ميناء رأس لانوف النفطي شرقي البلاد، مما تسبب في تسرب للوقود ولم يصدر أي تعليق عن الحلف بشأن القصف. وكان الناتو أعلن الأحد إصابته لآليات تابعة لكتائب القذافي في طرابلس والزنتان (غرب)، وموقعا لتخزين الذخائر في القريات (جنوبطرابلس). وكانت وكالة الأنباء الليبية ذكرت أن مواقع «عسكرية ومدنية» في مدينة الزوارة غرب طرابلس تعرضت الأحد لغارات حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى «خسائر بشرية وأضرار مادية». وأكد متحدث باسم الحلف قصف القوات يوم الأحد لمعدات عسكرية تستخدمها كتائب القذافي لاستهداف المدنيين في منطقة الزوارة. سياسيا أعلن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أن النظام على استعداد لوقف إطلاق نار فوري يتزامن مع وقف الحلف الأطلسي قصفه، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الليبية. كما اتهم -لدى استقباله المبعوث الخاص للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب- الناتو بارتكاب «تجاوزات وانتهاكات» في ليبيا، منددا «بالاغتيالات السياسية والحصار البحري الغاشم والقصف على مواقع مدنية وتدمير البنى التحتية». وكان الخطيب التقى قبل ذلك وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الذي أدان «محاولة اغتيال» معمر القذافي، إثر تعرض مقر إقامته في باب العزيزية مرارا للقصف في الأسابيع الماضية. ووصل الخطيب قادما من أثينا حيث أمل السبت أن تسمح زيارته «بفهم الوضع السياسي بشكل أفضل وبإحراز تقدم في هذه المسألة». وفي ملف منفصل، قالت مصادر للجزيرة إن مجلس الجامعة العربية قرر منع القنوات الليبية الرسمية من البث عبر الأقمار الصناعية العربية. قضائيا، رفض نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم محاولات المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار مذكرات توقيف ضد ثلاثة من كبار القادة الليبيين. وأضاف -في حوار مع التلفزيون الليبي- أن بلاده لن تهتم بهذه المذكرات في حال صدورها، لافتا إلى أن طرابلس ومعظم الدول الأفريقية لا تعترف بالمحاكم الدولية. وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أعلن الأحد أنه «جاهز تقريبا لإجراء محاكمة» بشأن «الجرائم» المرتكبة في ليبيا، لافتا إلى أن أجهزته جمعت أدلة «جيدة ومتينة» تسمح بتحديد المسؤولين الرئيسيين عن هذه الجرائم وسيكشف هوياتهم الاثنين. وكان من المفترض أن يودع أوكامبو أمس الاثنين طلبا لدى قضاة المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق ثلاثة أشخاص يتحملون برأيه «المسؤولية الأكبر» في «الجرائم ضد الإنسانية» المرتكبة في ليبيا منذ منتصف فبراير الماضي. يأتي ذلك وسط دعوة رئيس أركان الجيش البريطاني ديفد ريتشاردز إلى تغيير قواعد الاشتباك مع كتائب القذافي، بحيث يمكن شن هجمات مباشرة ضد البنية التحتية التي تدعم نظام القذافي. وقال إنه إذا صادف وجود القذافي في مركز قيادة وتحكم ضربة للحلف وقتل فيها، فسيكون ذلك ضمن إطار قواعد الاشتباك. وطالب الجنرال ريتشاردز -في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف- حكومات دول الناتو بالضغط لتوسيع نطاق الأهداف التي يسمح حاليا لطائرات الحلف باستهدافها والقاصرة على الأهداف التي تشكل تهديدا مباشرا للمدنيين مثل الدبابات والمدفعية.