تظاهر حوالي 160 عامل مطرود من معامل السكر(سوراك) بالقصبية في مسيرة احتجاجية انطلقت من مركز دار الكداري في اتجاه الوحدة الصناعية لمعمل السكر بالقصيبة الذي يبعد بحوالي كيلومتر واحد مشيا على الأقدام ،مرددين شعارات تدين بالطرد التعسفي الذي تعرضوا له من طرف إدارة المعامل بكل من جماعة القصيبية وشمرع بلقصيري، ونادى المتظاهرون بشعارات تطالب بتكريس دولة الحق والقانون واحترام كرامة العمال وإنصافهم وطالبوا احترام بنود مدونة الشغل لضمان حقوق العمال المهدورة، ووصفوا بعض الأحكام القضائية التي صدرت في حق بعضهم بأنها صورية وغير منصفة للمطرودين بقدر ما هي تكريس للفقر والتجويع والتيئيس. وللإشارة، فالمحتجون كلهم ضحايا الطرد الذي وصفوه بالتعسفي إبان خوصصة معامل إنتاج السكر في سنة 2005، وكما هو معلوم فإنهم قضوا في العمل مددا تتراوح مابين 10 و 24 سنة أفنوا فيها زهرة عمرهم في خدمة النباتات السكرية ليجدوا أنفسهم مشردين تتقاذف بهم أمواج الظروف المعيشة الصعبة والبطالة القاتلة دون رحمة بل حتى المحاكم التي لجؤا إليها لم تبت في أغلب ملفاتهم إلى الآن، وحتى وإن قضت في بعض الملفات فإن الحكم لم يتجاوز تعويضا ضئيلا لا يسمن ولا يغني من جوع، مما اعتبروه ظلما وحيفا ارتكب في حقهم عسر العيش والبطالة القاتلة واليأس هي سمات بارزة على وجوه المحتجين الذين استنفدوا جميع المراحل من خلال مراسلة الجهات المسؤولة من وزارة التشغيل والعدل والسلطات دون جواب يذكر أو التفاتة ناصفة تجلي الأيام والسنوات المظلمة التي يتجرعون مرارتها مع متطلبات الحياة اليومية القاسية ولا شيء غير الانتظار. ومن خلال هذه الوقفة ندد المحتجون عبر اللافتات المرفوعة بخرق قوانين الشغل و ضمان الحماية الاجتماعية، وطالبوا بإرجاعهم إلى العمل أو بتعويضهم تعويضا منصفا يتناسب مع السنوات التي أنجزوها في العمل، وأكدوا أنهم لم يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة مهما كلفهم ذلك من خلال تسطير برامج نضالية حتى تتحقق مطالبهم، وكلهم أمل في ما يعرفه المغرب من تغيرات تطوي مع صفحات الماضي وتتطلع إلى إقرار حقوق الفرد والجماعات.