تعتبر المنطقة الصناعة بعمالة سيدي البرنوصي من اكبر المناطق الصناعية على صعيد المملكة المغربية من حيث العدد الكبير للشركات المتواجدة بتراب هذه العمالة التي تتشكل من ثلاث مقاطعات سيدي البرنوصي، سيدي مومن وأهل الغلام هذه الأخيرة كانت ضحية تقسيم انتخابي غير مناسب استهدفها بالخصوص ليتم إدماجها بمقاطعة سيدي مومن لتحجيم وجود بعض الأحزاب الوطنية التي كانت تنشط بالمنطقة منذ سنوات ولم يكن لهذا التقسيم أي معنى كما أنه لم يعط أي إضافة إيجابية بل أغرقها في مشكلات كثيرة وأعادها إلى الوراء خصوصا ومنطقة سيدي مومن هي الأخرى تعاني الكثير من هذه المشكلات باعتبارها توجد في ضاحية من الضواحي البيضاوية الرازحة تحت وطأة الفقر والتهميش والإقصاء والهشاشة والتي لولا فوائد ومنافع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاستفحل أمرها أكثر وهذا موضوع اخر لا نحبذ مناقشته الآن. وغير خاف أن المنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي قد ساهمت وتساهم بشكل كبير في تنمية مداخيل ميزانية جماعة الدارالبيضاء ولكن هذه المساهمة لم تقابل بما يفيد ويعود على السكان بالفائدة حيث لم تؤخذ بعين الاعتبار لإنصاف سكانها فرغم المجهودات التي تقوم بها الهيئات المنتخبة لهذه المقاطعات من اجل تأهيل شواطئ سيدي البرنوصي التي تعتبر متنفسا لساكنة أهل الغلام، سيدي مومن وسيدي البرنوصي، ولو أن هذه الشواطئ من بين الشواطئ العشرة المحظورة على المصطافين بحكم أن مياهها ملوثة وغير مؤهلة للسباحة حسب التقرير الوطني حول جودة المياه، كان من الأفضل أن لا يكون هذا المانع مبررا في حرمان هذه المنطقة من تأهيلها بمساحات خضراء وإنارة عمومية لخلق فضاءات للترفيه والراحة والإستجمام ولاحتضان دوريات رياضية دولية ووطنية في ميادين متعددة مثل كرة القدم والطائرة على غرار ما يعيشه كورنيش عين الذئاب الذي يحتضن مثل هذه الأنشطة الترفيهية السنوية، ومن العيب والإجحاف استغلال مداخيل هذه المقاطعات في تأهيل مناطق أخرى على حساب هذه المنطقة التي من الأولى أن تحظى بالعناية والاستفادة من مداخليها، إذ هذا الاسلوب التفضيلي في التعامل بمثل هذه الطريقة المجحفة يتنافى مع مبدأ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص إمامهم طبقا لما يكفله دستور المملكة.