في «زُقَاقِ الرُّمَّانِ» انفرطَتْ حباتٌ منضوداتٌ كانت سبعاً حُمرا كانت تَسري في الغصن الظامئ خَمرا كانت تُترع كأسَ المجذوب الوالِهِ جَمرا مَر وتمتم في خَلَدي سبعاً أو عَشراً مرَّ ولم أعْبأْ وتَفَرَّسَنِي جَذَب القلبَ وأشْعَلَهُ أشجاراً وقناديلاً خُضْراً ومشى يَنْثُرُ في فَلَواتِ الروحِ رياحيناً ورياحا حَرَّى لكنَّ الطفلَ الحافِي الطالعَ مِنْ «أقصَى البُستانِ»٭ إلى أحراش الرُّمانِ انْساحَ وَسَاحَ وراءَ مواويل القلبِ ولم يَسْطِعْ مَعَ كاساتِ الفتنةِ صبرا يا شيخِي: «كيف يكون عبورُ الحَرف على دِمنٍ خضراءَ إلى بَحْرٍ لَجِيٍّ لا يَعصي للراكب أمْرَا؟ أوْ كيف يموجُ النايُ له اللحنُ رخاءً وله الشعرُ ثناءً وله سِرُّ الأسرارِ يَسُوقُ غزالتهُ نحو ضِفاف البشرى؟» أوْمَا الشيخُ إليَّ وقد أوقفني عند السَّلْوى أفرغَ أوعيتي مِنْ زادي جَرَّدَني مِنْ رُمَّاني أعْنابي أحْرَق جَنَّاتِي ألْغى كلَّ جِهَاتي ورَمَانِي بالدمع وبالنجوى أجَّجَني بالبَلْوى عَلَّمَنِي كيف الحَرْفُ يُخَاصِرُ حُوريةَ النُّورِ ولا يَغْوى مَنَّانِي بالنونِ يَسيلُ في الفتنة نَهْرَا ودَوَالٍ رقَصَتْ مِن فيض القُرْبَةِ نَشْوَى فتجَلَّيْتُ لعيني سِرْبَ فراشٍ أو أرضاً قفرا ثم أشار: «تَبَرَّ من الحبلِ المشدودِ إلى الصلصالِ تَبَرَّ قليلا فقليلا وتحَرَّ طريقا يُسْرا. اِعْطِف قلبَك عند يمين «زقاق الرمان» سَيُرْهِقُك القلبُ جُنونا أوْ شعرا. اِعْطِفْهُ ولا تَشْرَبْ من «مَنْبَع عَلُّونَ»٭ تَشَهَّ لظايَ تَحَرَّ خُطايَ إلى أفياءِ «عجِيسَةَ» حيثُ قبابُ النورِ المسحورِ ولاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أمرك عُسرا» ثُمَّ أَشَارَ وَطَارَ اسْلُكْ وانظُرْ حتى تعرفَ نفسَك أو تُفْنَى أوْ يَحْيا قلبُك بل حِبرُك أَطواراً أخرى لا يظمأُ فيها أو يَعْرَى» ومضى عبر بساتينِ النونِ شفيفاَ مَبْهُوتاً مَبْهُوراً موصولاً يخرقُ بي أسوَارا ويشُقُّ الصَّخْرَا ٭٭٭٭ حِينَ الْتَفَتَ الطفلُ المفتونُ إلى حيثُ أناخَ المجذُوبُ بَدَا القلبُ غريقاً في بَحْر لا يُشْبِهُ بَحْرَا ثُمَّ نَأى الشيخُ كَمَا النَّسْمُ عليلا يَرْوِي الأرضَ على مَدِّ القلب ويُنْبِتُ من جَمْرتها شِعْرَا كانت رِجلاه الحافِيَتَانِ تُريقان فُتُوناً ولُحوناً وَمَجازاتٍ شُقْرا وبَدَا ينثر في جُزُرِ الروح حَمَاماً وحَنانا وخمائلَ زيتون تَقْطُرُ عِطْرَا في زقاق الرمان على ثغر الدرب تَلاَلَتْ حباتٌ معصورَاتٌ كانت سبعاً حُمْرَا كانت تملأُ كَأْسِي المكسورةَ جَمْرَا عَبَرَ الشيخُ ولَم يعبأ لكنْ جَذَبَ القلبَ خفيفاً فَعَبرْنَا نشْربُ بَحْرَ الفتنةِ شَعْرا فاس يوم 13 2 2011 * زقاق الرمان من أحياء فاس العتيقة * أقصى البستان المقصود (حي رأس الجنان) بفاس * عين علون: زقاق بفاس وينطق عين عَلو قيل كان في الزمن القديم نبعا يقيم به عبد من قطاع الطرق اسمه عَلُّون