عاشت قاعة مركب محمد الخامس مساء يوم أول أمس الثلاثاء على إيقاع دور نصف نهاية كأس العرش حيث قطع فريق الرجاء في إياب مباراته أمام فريق شباب الريف الحسيمة بنجاح لخامس مباراة نهائية في تاريخه بعد أن تمكن من تدارك فارق الخمس نقط التي انهزم بها من مباراة الذهاب بمدينة الحسيمة، فيما خرج فريق الوداد بانتصار صغير بفارق نقطة واحدة على فارس الرقراق الجمعية السلاوية لتبقى مباراة الإياب ليوم الجمعة هي الفاصل بينهماي كأس. فبالنسبة لمباراة الرجاء البيضاوي مع شباب الريف الحسيمة، بدأت بطريقة محتشمة بين الفريقين وذلك على امتداد شوطها الأول حيث انتهى الربع الأول لفائدة الفريق البيضاوي بنتيجة 12 مقابل 5 وظهر جليا على الفريقين ارتباك واضح على مستوى الأداء الهجومي والذي تحرك نسبيا خلال الربع الثاني خاصة بعد أن عاد الفريق الحسيمي وهو منهزم بنتيجة 17 مقابل 5 لدفاع المنطقة واللعب على المرتدات والتسديد من بعيد خاصة من طرف اللاعب أشرف الموساوي مما مكنه من العودة تدريجيا في النتيجة إلى أن أنهى هذا الشوط منهزما بفارق 4 نقط فقط وذلك بنتيجة 30 مقابل 26، وهي نتيجة أرجعت نوعا من الثقة للاعبي الفريق الحسيمي الذي اعتقد أن بإمكانه الصمود خلال الشوط الثاني، لكن دهاء المدرب بوشعيب الكورش كان له بالمرصاد خاصة بعد أن اعتمد على موزعين اثنين لم يلعبا الشوط الأول هما أساوا فالانس والمخضرم مراد الفنجاوي، مما بعثر أوراق المدرب الحسيمي إدريس الغيساسي خاصة بعد أن ارتفع الفارق بعد خمس دقائق من الربع الثالث إلى نتيجة 44 مقابل 31، وبالرغم من الوقت المستقطع للفر يق الحسيمي ظل الفريق الأخضر مسترسلا بعطائه إلى أن أنهى الربع الثالث متقدما بنتيجة 51 مقابل 39، أي أنه سجل خلال هذا الربع 21 نقطة مقابل 13 فقط للفريق الحسيمي الذي دخل الربع الرابع والأخير شبه مستسلم وزاد من متاعبه خروج اللاعب لطفي حكمي مع نهاية الدقيقة الأولى بخمسة أخطاء. ومع توالي دقائق الربع الرابع كان الفريق البيضاوي متحكما في مجريات المباراة ويلعب على فارق مريح أوصله إلى 15 قبل 3 دقائق و40 ثانية، وبعدها بدا جليا بأن الفريق الحسيمي لن يكون في مقدوره الدفاع عن فارق الخمس نقط الذي أتى به من الحسيمة خاصة أمام تألق هشام أمر الله الذي سجل 32 نقطة وإبراهيما غي كلاعب ارتكاز خلق رفقة جل اللاعبين الآخرين متاعب كبيرة للفريق الحسيمي لتنتهي المباراة بانتصار مستحق لفريق الرجاء بحصة 74 مقابل 57 ليعبر لخامس مرة في تاريخه للمباراة النهائية وانتظار المؤهل من المواجهة المزدوجة بين الوداد البيضاوي والجمعية السلاوية. وتبقى كلمة في حق فريق شباب الريف الحسيمة فيمكن اعتبار بلوغه دور نصف النهاية بمثابة إنجاز في حد ذاته خاصة وأنه يلعب لمدة موسمين فقط بالقسم الوطني الأول وتأهل كذلك عن جدارة واستحقاق وللمرة الثانية على التوالي للدور الثاني من البطولة الوطنية. أما مباراة نصف النهاية الثانية والتي كانت بمثابة لقاء الذهاب بين الوداد البيضاوي والجمعية السلاوية فقد أعطت ما كان منتظرا منها تشويقا من ناحية النتيجة وتكتيكا من ناحية الخطط الصارمة لمدربي الفريقين وانتهت بانتصار فريق الوداد بفارق نقطة واحدة ربما يصعب الدفاع عنها يوم الجمعة بمدينة سلا، ولكن الأهم يبقى هو أن الفريق البيضاوي قاوم التفوق السلاوي طوال اللقاء ولم يعطيه الفرصة في أية لحظة لحفر الفارق لفائدته، بل كان هو من يبتعد في الفارق قبل أن يعود السلاويون في النتيجة، فخلال الربع الأول كان التفوق نسبيا للوداد قبل أن يتمكن السلاويون من معادلة النتيجة بحصة 14 مقابل 14، لكن وخلال الربع الثاني كان لاعبو الوداد أكثر جرأة في الأداء الهجومي مما مكنهم من إنهاء هذا الربع لفائدتهم بحصة 21 مقابل 15 وخرجوا بالتالي منتصرين من الشوط الأول ككل بحصة 35 نقطة مقابل 29. أما خلال الربع الثالث فقد انقلب الأداء لفائدة فريق الجمعية السلاوية بعد أن عاد لدفاع المنطقة ونجح لاعبوه في التسديد من بعيد مما أدى إلى فوز السلاويين بحصة 21 مقابل 16 ودخلوا بالتالي الربع الرابع متأخرين بفارق نقطة واحدة، إلا أن فريق الوداد لم ييأس خلال هذا الربع وعرف كيف يخلق بعض المتاعب الدفاعية للفريق السلاوي وأخذ بالتالي مجددا بقصب السبق في التسجيل، وبعد أن كان متقدما قبل 7 دقائق من النهاية بنتيجة 56 مقابل 52، رفع الفارق قبل 3 دقائق إلى سبع نقط ( 63 مقابل 57 )، لكنه لم يعرف كيف يدافع عن هذا الفارق أو يوسعه وارتكب أخطاء متتالية مكنت السلاويين من تذويب الفارق وبلوغ التعادل قبل 4 ثواني من النهاية، قبل أن يرتكب اللاعب السلاوي عبد الرحيم نجاح خطأ غير مقبول إذ عوضا عن التوغل نحو سلة الوداد أو تمرير الكرة للاعب آخر في تموضع أفضل، فضل التسديد فأضاع الرمية ثم ارتكب خطأ شخصيا ضد اللاعب الصربي ماتيش الذي سدد رميتين حرتين أضاع الأولى وسجل الثانية لتنتهي المباراة بتفوق الوداد بفارق نقطة واحدة. إجمالا يصعب القول ما إذا كان فريق الوداد قد حقق بهذا الفوز الصغير تقدما مهما أو أن فريق الجمعية السلاوية قد خطا بهذه الهزيمة الصغيرة خطوة مهمة نحو ثالث مباراة له على التوالي وتبقى حقيقة مباراة الجمعة هي الفصل في تحديد من سيلحق بالرجاء للمباراة النهائية رقم 37. تبقى كلمة في حق التحكيم فقد كان في مجمل المباراتين معا في المستوى، والأكيد أن من شاهد المباراتين بعين متبصرة وبعيدة عن أي تعصب أو انحياز لأي فريق فقد لاحظ أن الحكام كانوا في المستوى المطلوب وأن أخطاءهم على الأقل كانت أقل بكثير من أخطاء اللاعبين. النتائج: الرجاء البيضاوي - شباب الحسيمة : 74 - 57 الوداد البيضاوي - الجمعية السلاوية : 65 - 64